الإعلامي محمد العشيبات
سأتوقف عند الزيارة الملكية لمنطقة المشارع في لواء الاغوار الشمالية التي اظهرت حجم التقصير من قبل الحكومات خلال السنوات الماضية من متابعة هموم ومشاكل تلك المناطق التي ما زالت الافقر بين القرى الاردنية ولم يتجاوز سقف مطالبهم تأمين علاج او منزلا يقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء او معونة شهرية لتأمين مستلزماتهم الاسرية او ادخال ابنائهم للجيش والاجهزة الامنية.
ليستشعر الملك حجم الحب الذي يحمله ابناء الاغوار لجلالته بعيدا عن المناكفات والحسابات السياسية فلم نجد شخصا في منطقة المشارع امس اشتكى لجلالته من رئيس الحكومة بانه اقال نجله من منصب مستشار في رئاسة الوزراء او طلب جلالته منحة دراسية لنجله في جامعة اوكسفورد او جامعة هارفارد اوتم استبعاده من تشكيلة مجلس الاعيان الاخيرة او ان نجله لم يتم تعيينه سفيرا في احدى الدول الغربية .
وهناك حق للأغوار التي دفع ابنائها في احدى المحطات التاريخية مرت بها عقود من الاستغلال والاقصاء من قبل قوى سياسية وعشائرية كانت تملك ادوات اللعبة في تلك المرحلة .
اسئلة كثيرة ينتظرها ابناء الاغوار الجنوبية على امتداد وادي الاردن عن سر غياب العدالة في توزيع مكاسب التنمية بل حتى في توزيع المواقع القيادية في الدولة .
وسأعود واتوقف مرة اخرى عند مناطق الاغوار الجنوبية التي تأخر تمثيلها في السلطتين التشريعية والتنفيذية اكثر من سبعين عاما بعد تأسيس امارة شرق الاردن في عام 1921 الا تلك الحالة الخاصة التي تم تعيين النائب في ذلك الحين المرحوم محمود الهويمل وزير دولة في حكومة عبد الكريم الكبارتي قبل 21 عاما وما زالت الاغوار تخلو من أي تمثيل في الدولة الاردنية .
واخيرا ادعو المسؤولين ان يفهموا الرسائل الملكية بضرورة النزول للميدان والاستماع الى هموم والمشاكل التي يعاني منها سكان المناطق النائية والبعيدة عن العاصمة عمان.
