أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

من يقف وراء اكبر سارق كهرباء

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب : حازم الصياحين -

سؤال يفكر به كل الاردنيين ويشغل بال الجميع "من يقف وراء اضخم سرقة كهرباء في تاريخ المملكة؟" فالموضوع ليس دق مسمار وسلك ووصلة كهرباء ولمبة فوراء القصة خفايا واسرار وتفاصيل وحيثيات لم تعرف بعد فلو ذهبنا لكل السحرة والمبصرين والمشعوذين وقارئي الفنجان ربما لن نجد جواباً حيال الامر الذي هو الان بيد الحكومة التي تفرض تعتيم وتكتم حول القضية.

اسرار السرقة الكبيرة يقف وراءها مافيات وعصابات وابطال ومتنفذون ودعم من فوق الطاولة وتحت الطاولة ومنفذوها شياطين ولديهم قدرات خارقة لا تخطر على بال بشر فهم ليسوا اناساً عاديين فلا شك انهم يمتلكون ابداعات ومواهب وتفنناً في طرق الحرمنة والسرسرة والنهب واستباحة كل ما في طريقهم فسرقة الوطن بنظرهم شطارة وفهلوة وبزنس وتجارة رابحة ما بعده تجارة .

الموضوع معقد وشائك ولكن وفق المعطيات فان السارق لا يمكن ان يقوم بهذه السرقة وحده وهنا مربط الفرس فمن شركائه ومن مد يد العون له ومن ساعده ومن نفذ كل هذه الكيبلات والتوصيلات واعمدة الضغط العالي التي وصلت كلفتها 300 الف دينار فكل هذه الاسئلة ما زالت مبهمة وتدلل ان هنالك متورطين في السرقة .

القصة ليست عادية فتمديدات الكهرباء امتدت لمسافة 3 كيلومترات وتغذي مصنعاً للاعلاف ومزرعة تزيد عن الف دونم وفيها ابار ارتوازية وبرك ماء لتجميع الالاف من امتار المياه، وفق بيانات رسمية، فهذا الجرم يقف وراءه ابطال على شاكلة "سوبرمان" وخارقون ومتنفذون واصحاب قرار فكل ذلك بحاجة لمحترفين وفنيين وخبراء ومختصين لتوصيله والحفر للاعماق وقطع للكهرباء حتى نفذت المهمة المستحيلة .

الدلالات في هذه القضية تشير إلى ان هنالك جهات عديدة متورطة في السرقة وهذا ما يرغب الشارع بمعرفته فلا يمكن اختصار المسالة بشخص فكثر من شاركوا بتنفيذ السرقة بطريقة مهنية احترافية وماهرة فالقصة اذا فيها شركاء وليس شريكاً واحداً وتم اعدادها ورسمها وطبخها على نار هادئة.

المضحك والمبكي والمحزن والمدهش ان المتهم بسرقة الكهرباء جرى تكفيله حين القي القبض عليه فكيف حصل ذلك ومن تدخل ومن توسط له بـ"الو" فما قام به اثم وشرك كبير وتعدٍ على مال الوطن وطعن بخاصرة الوطن ونهب للمال العام فنحن نعرف ان من يضبط بسرقة كهرباء من عداد منزل تقوم الدنيا ولا تقعد ضده ويحال للامن وللقضاء فلماذا كفل اكبر سارق كهرباء فالجميع يعرف ان تلاسناً بين شخصين حين تتم احالتهما على المركز الامني فان تكفيلهما يحتاج لايام وربما تدخل مخاتير ووجهاء وواسطات من كل حدب وصوب وهذا امر واقع فهل ما اقترفه سارق الحلابات امر بسيط ام انه محمي من الحيتان والمافيات والعصابات ام ماذا.

في المقابل وبالعودة للوراء قليلا المواطن الذي كسر عداد الكهرباء والماء في محافظة الطفيلة تم احالته إلى امن الدولة عقب احتجاجه على الظروف الاقتصادية ونية الحكومة فرض الضرائب فهل هذه القضية اكبر من اضخم عملية سرقة كهرباء ففي هذه الحالة رسائل كثيرة يرغب صاحب القرار ايصالها للشعب ويراد فيها تخويف وارهاب الناس...

في حالة الحلابات تشجيع للناس على السرقة والنهب الحرام وفيها اشارات من صانع القرار ان اصحاب النفوذ والحيتان واللصوص والسرسرية والسراقين ومن يمارس تشليح ونهب البلد لا احد يقدر لهم فهل هم خارج سيطرة الحكومة ام انهم مسيطرون على كل شيء بدليل ان اكبر سارق كهرباء جرى تكفيله بنفس اللحظة التي القي القبض عليه ثم اعيد توقيفه بعد احتقان في الشارع جراء الاستهتار غير المفهوم.

وتشير الاخبار الرسمية إلى ان المدعي العام قرر توقيف المتهم على ذمة التحقيق وهو مشرف على المزرعة التي تعود الى صاحبها المتوفى وله وريثان.

مع كل ما حصل نرى صمتاً حكومياً مطبقاً وايضا نيابياً فلم نسمع من النواب تصريحات بالتوازي مع ما حدث لفتح ملف التحقيق على مصراعيه لكشف خيوط وخفايا وتفاصيل القصة امام الناس لكن ربما ان الامر عادي بنظرهم ولديهم مشاغل كثيرة فهم معذورون.

في النهاية القصة برمتها كبيرة وتستدعي اعلان حالة طوارئ فقد سمعنا ان القضية لا تصنف كجريمة اقتصادية وان ذلك يتطلب تشريعات مغلظة على سرقات المال مع اعادة النظر بالقوانين المعمول بها في هكذا قضايا مع اشهار واعلام الناس باسماء هؤلاء المتورطين بالسرقة حتى لا تبقى القصة قابلة للتأويل والتحليل فهنالك قناعة متولدة ان هكذا قضية لا يقف وراءها اناس عاديون وبسطاء وانما اناس لهم نفوذ من العيار الثقيل ..

مدار الساعة ـ