المعلم هذا العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل , وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق وهو يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم، هو أولى خطواتنا الثابتة نحو ميادين المعرفة وبحور العلم، إنإدراك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم يدفعنا لكي نتكلم عن عظم المسؤولية التي تقع على كاهله فما هذه الألوف من أبنائنا وفلذات الأكباد , إلا غراس تعهدها المعلم بماء علمه فانبعثت وأثمرت وفاضت علما ومعرفة وفضلا.
مما لا شك فيه أن أولى الناس بهذا التبجيل والإجلال هو المعلم ، لأن اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه فالمعلم يصيد ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة ، إن المعلمين هم حماة الثغور ومربو الأجيال وسقاة الغرس وعمار المدارس المستحقون لأجر الجهاد وشكر العباد والثواب من الله يوم الميعاد.
ولقد ادركت القيادة الهاشمية باكرا الاهتمام بالمعلم وبناء الكوادر البشرية المؤهلة لدفع مسيرة البناء في اردننا الحبيب ولا شك ان المعلم التقط العديد من الرسائل من خلال المراكز والمبادرات التي اصبحنا نشاهد ثمارها اليوم من خلال إعداد المعلم إعداداً متميزاً من حيث الدورات والبرامج التدريبية وتأهيله وتنمية قدراته على نحو ملائم في جميع المجالات ليكون مواكباً لأحدث التطورات العالمية.
فالمسؤوليته في ذلك يلزمها الحزم والجهاد في سبيل الله بتلقين المتلقين أسمى الأخلاق والمعاملات الدينية وقدوة المسلمين هو معلمنا وحبيبنا وقائدنا صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه الخالق عز وجل ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ).
وأنتم بالتالي قدوتنا نتعاقب على أيديكم الأجيال وأنتم صانعي الرجولة والشهامة - وأنتم المرشدين - وأنتم السبب بعد الله في رقي والمجتمعات رعاكم الله
فتحية ملؤها المحبة لكل معلم جاهد نفسه في سبيل بناء أجيال تذهب بالأمة إلى الرقي في كل المجالات ، وجعل من مهنته السامية قدوة تستحق الإقتداء بها.