انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

وزير العدل الأسبق د. ماجد خليفة يكتب: عن المصالح بين الدول

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/05 الساعة 11:47
حجم الخط

مدار الساعة - خاص - كتب: د. ماجد خليفة *

العلاقات بين الدول تحكمها تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية وهذه المصالح تتغير بحسب الظروف وتبدل سياسات الدول مع بعضها البعض..

وبنظرة فاحصة على علاقات كثيرة من الدول سواء في الدول المتقدمة او الدول النامية وبالتحديد في منطقتنا ايضاً فهي متغيرة بتبدل المصالح فلا طالما نشأت احلاف وصداقات بين دول معينة ... جمعتها مصلحة مشتركة وخالفتها دول اخرى بتحالفاتها لان لها مصالح مغايرة تجمعها مع بعضها البعض.

وفي عالم السياية وكذلك الاقتصاد.. ليس هناك وئام بين الدول دائم.. كما ليس هناك عداء بين الدول دائم... وانما تتبدل المواقف بتبدل مفهوم المصالح لكل دولة على دولة اخرى وغني عن القول ان السياسة بمفهومها الشامل تعني التقدير الصحيح والدقيق للمصالح العلية للدولة ولا يجوز تناسي تلك المصالح لحظة واحدة تحت ذريعة الاهتمام بشؤون اخرى.

واذا كان حديثنا عن المصالح وارتباطها بتوثيق العلاقات السياسية لتحقيقها فنجد ان مصلحة الأردن (في خضم الأحداث على الساحة الشرق اوسطية) هو توثيق العلاقة مع تركيا والتي تتحرك بنشاط سيكون له ما بعده ... !؟

ابان الأحداث التي عصفت في منطقتنا على اثر احتلال العراق للكويت والحشود التي تمت في حفر الباطن تجمع زعماء الحركات السياسية في العالم العربي والاسلامي في عمان واذكر منهم الرئيس نجم الدين اربكان والقاضي حسين والدكتور حسن الترابي واخرين ... فقد تكون منهم وفد برئاسة الوالد رحمه الله، للعمل على نزع فتيل الحرب على العراق للوساطة بين الملك فهد والرئيس صدام رحمهم الله جميعا.. فجمعني لقاء خاص في منزل الوالد مع الزعيم التركي الراحل نجم الدين اربكان وكنت تواقا للسماع منه حول تجربة العمل السياسي في تركيا... فأذكر (من جملة ما قال) : ان موقف تركيا ومستقبل العمل السياسي فيها ان تكون حاضرة في سياسات منطقة الشرق الاوسط..

واليوم تسير تركيا على ذلك النهج.. بسياسة حكيمة فقد كنت قبل اسبوعين في زيارة لتركيا وقابلت عدداً من السياسيين والاقتصاديين وكان موقفهم انعكاسا لموقف الدولة الرسمي في نظرتهم للاردن .
وهم يثمنون عالياً نجاح زيارة الرئيس رجب طيب اردوغان للاردن ولقاءه مع جلالة الملك عبدالله الثاني.. وفي الافق بوادر تقارب مع عمان.. فان لتركيا مصلحة سياسية واقتصادية في تعميق صلاتها مع الاردن وكذلك لنا نحن مصالح ذاتها سياساً واقتصادياً ومجال التعاون وثيق سواء في المواقف السياسية على الساحة (الملتهبة) في منطقتنا والأهم هو الرغبة في التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.

تركيا تقوم الآن بدور كبير في المنطقة ولها اهداف متعددة، ولنا نحن اهداف نلتقي معها على تحقيقها، فلا بد من مقابلة تحركاتها بتحرك من قبلنا في نفس الاتجاه بما يحقق مصالحنا العليا.

* وزير العدل الأسبق

مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/05 الساعة 11:47