أدهم شرقاوي
دعا *نوحٌ* الحيوانات مرّةً واحده *فركبت السّفينة* وقضى*950* سنةً يدعو النّاسَ إلى الله فاختاروا *الغرق*!
القضيّة باختصار: *غريزة سليمة* أفضل من *عقل مريض*.
أمّا *البشر*ُ فعندما تمرضُ عقولُهم تفسدُ غرائزُهم فيفعلون ما *تأنفُ الحيواناتُ أن تفعله*!
*الأرضُ زاخرةٌ بالعُلوم*،
*فالسيكولوجيا* هو علم النّفس، *والأيكولوجيا* هو علم البيئة، *والأيدلوجيا* هو علم الأفكار، *والبيولوجيا* هو علم الأحياء، *والباثولوجيا* هو علم الأمراض، *والميتورولوجيا* هو علم الأرصاد، *والراديولوجيا* هو علم الأشعة، *والجيولوجيا* هو علم الأرض، *والسيسيولوجيا* هو علم الاجتماع، أمّا *الجحشلوجيا* فهو علم تحوّل الإنسان إلى *جحش*! وهذه الشهادة لا يتمّ الحصول عليها من الجامعات وإنما هي اجتهاد شخصيّ من الإنسان! وهي غير مقتصرة على فئة محددة في المجتمع، فقد يشترك فيها *رئيسُ الجمهورية مع عامل النّظافة* ، *ودكتور الجامعة مع النّجار*، *والطبيبُ مع الحدّاد*، *والمهندسُ مع البقّال* ، *والمفتي مع الملحد*! فلا تغرّنك الثّياب الأنيقة، ولا يرقّ قلبك للثياب الرّثة! ولا تفتنك الشّهادات الجامعيّة، ولا تشفق على الأُميّة، يستطيعُ أي إنسان ممارسة *الجحشلوجيا*" في مجاله!
عندما *يُضربُ الأب*ُ، *وتُهانُ الأم*ُّ، فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يبيعُ *الأبُ ابنته* لمن يدفعُ *مهراً* أكثر فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يأكلُ *الأخ*ُ حقّ *أخواته* في *الميراث* فهي *الجحشلوجيا*
عندما تُحوّلُ *المرأة*ُ من زوجة إلى *جارية*، ومن رفيقة درب إلى *وعاء إنجاب*، ومن *إنسان* إلى *أثاث* فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يقفُ *المفتي* مع *الحاكم* ضدّ *الله* فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يُؤكل *الرّبا باسم الفائدة*، ويُشربُ *الخمر*ُ باسم المشروبات *الرّوحية*، ويُخلع *الحجاب*ُ باسم *الحضارة*، فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يكتبُ *الدكتور المشرف*ُ للطالب *رسالة الماجستير* أو *أطروحة *الدكتوراه* لأجل حفنة دولارات فهي *الجحشلوجيا*!
عندما تطعنُ *فتاةً في قلبها بلا ذنبٍ* ارتكبته سوى أنها *توسمت فيك خيراً ووثقت بك* فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يصفُ *الطبيبُ* دواءً لمريضٍ فقط لأن شركة الأدوية *تعطيه مقابلاً* على هذا فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يبيعُ المهندسُ *ذمّته للمقاول* فهي *الجحشلوجيا*!
عندما *تُزوّر الحقائق*، ويُصبح الإعلام عبداً للسُّلطة فهي الجحشلوجيا!
عندما *تُبادُ الشعوب*ُ على الهواء مباشرة دون أن يرفّ للدول المتحضّرة جفن فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يهجمُ الفصيلُ المسلمُ على الفصيل المسلم وكلاهما يصرخُ: *الله أكبر*، فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يُغيّر *البقّال* تاريخ المواد الغذائيّة على السّلع فهي *الجحشلوجيا*!
عندما لا نحصل على *وظيفة* إلا بالواسطة، وسرير في المستشفى إلا بالواسطة، فالدولة تمارس *الجحشنلوجيا*!
عندما يتخرّجُ الأولادُ من الجامعات بدرجات التقدير وهم لا يحفظون *المعوّذات* فهي *الجحشلوجيا*!
عندما يعرفُ الجيل عن *ميسي* أكثر مما يعرفون عن *عمر بن الخطاب*، وعن *شاكيرا* أكثر مما يعرفون عن *خديجة بنت خويلد*، وعن المتأهلين للمرحلة النهائية من *أرب آيدول* أكثر مما يعرفون عن شهداء *غزوة مؤتة* فهي *الجحشلوجيا*!
وخير من يمكن أن ينال شرف *الجحشلوجيا* هم أولئك الذين يدمرون *أوطانهم* بمبررات .....
*يزعمون أنها الوطنية*!
ولكن هي *الجحشلوجيا* بامتياز.
منقول عن صفحة شاركنا الخبر