أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزيود يكتب: دروب الطيب

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

ثمة طريق تربط ما بين قرى "المسّرات" جارات " العالوك " وما بين "إسعيدة" (الهاشمية لاحقا) ، كخيط حرير يحيكُ ويرتقُ قرى الزرقاء الغربية بشرقها ، ذاك الطريق الذي خطّها الناس رغم وعورتها وهم يرتادوها سيرا على أقدامهم أو محمولين على الدواب ، ينقلون ما تيّسر من تجارة الحطب والحليب ويعودون وقد ملأوا جيوب "الخرج" بحاجيات مشتراه لا يجدونها في بساتين ومروج القرية.

عادة تكون السروة مع الفجر ، يعبر الذاهبون سناسل القرية نحو " صروت " إلى " الحوايا " ثم ينزلون مسيل الماء ما بين التلال والأودية إلى " عين أبو خشيبة" حتى يصلوا إلى " سيل الزرقاء" .. وهناك من يتجه إلى " السّحارة " التي تغفو على كتف " وادي الطبل" ، ثم يقطعون" سيل الزرقاء" الذي كانت ترتفع مياهه حتى يكاد بصعوبه أن تجتازه ، وهناك يقف القصّيب مع الشجر على حواف السّيل ويشكّلان صفّين من الحرس ، ثم يمرّون من "طواحين عدوان " حارسة السيل هي و"خريسان " حيث ينام (فيلها ) في خيال الأطفال ويظل مستيقظا في حكايات المساء ، ثم يصعدون نحو تلال "المطوّق" وعيون " القنيّة" حيث تنتصب قبور (الدولمن ) كمآذن صامتة ، تشرف على المارين نحو " الحصب" ومراعيها حتى تطلّ على "ودعة" وعلى بساتين وكروم "غريسا " وبيادر " المضينيّة" ... أو ربما ينعطفون جنوبا نحو " حسيّة " و عين "السخنة " ويسلّمون على رعيان " الشيشان " هناك وهم يسقون أبقارهم .

كان الناس مخيّرين في شراء حاجاتهم وفي تنقلهم نحو المدينة إما الذهاب شرقا إلى الزرقاء ، أو غربا نحو جرش وزيارة أسواقها وتجارها من " الشوام " و" العقدات " ، يصعدوا إلى " المصطبة " مرورا "بجبّة" ، أو يذهبون نحو عمّان لإكمال معاملة في دوائر الحكومة ، مرورا " بالمنط" نحو " مرصع " وإنتهاءا بطريق " البقعة " ثم " صويلح " ... هكذا كانت العالوك والمسرّات تتوسط المدن كالقلب ، تارة يتبعونها لجرش وتارة إلى الزرقاء حتى إستقرّت مع الاخيرة في بداية الثمانينات عندما تم فصل لواء الزرقاء عن محافظة العاصمة وتم إنشاء محافظة الزرقاء .

مدار الساعة ـ