لنفهم آيات كتاب الله القرآن الكريم ونتدبرها بشكل صحيح علينا أن نكون على عِلْمٍ باللغة العربية وقواعدها، لأنه نزل بلغة قريش اللغة العربية الفصحى (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِين،َ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (الشعراء: 191-195)). كثيراً من الناس وبالخصوص المستشرقين عندما يقرأون الآية (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (الزخرف: 84))، يستغربون من قوله تعالى: فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ (نكرة) وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ (نكرة) وهذا يعني أن النكرة إذا أعيدت تكون غير الأولى أي أن إله السماء غير إله الأرض. ويقولون لماذا لم يُعَرِّفَ الله إِلَٰهٌ ويقول: الإله في السماء والأرض حتى يكون إله السماء هو إله الأرض لأن المُعَرَّف إذا أعيد يكون نفسه؟. فنقول لأولئك هل تعلمون ماذا يفعل إسم الموصول (الذي) في الكلام؟، الاسم الموصول هو اسم مبني يؤتى به لربط الكلام وبالأخص ربط الأسماء بالأفعال. والأسماء الموصولة في اللغة العربية هي: الذي واللذان والتي واللتان والذينَ (بفتح النون) واللاتي واللواتي واللائي والألىُ (بضم الألف) وتستخدم الأخيرة للجمع المطلق أي سواء كان عاقلا أم غير عاقل، مذكرا كان أم مؤنثا. فنقول لهم أن الله سبحانه وتعالى إستخدم في هذه الآية إسم الموصول الذي وهو معرفة ودل على صلة الموصول إِلَهٌ الذي ذكر في السماء وعلى صلة الموصول إِلَٰهٌ الذي ذكر في الأرض وبذلك لم يحصل تكرار للإله فهو إِلَٰهٌ واحد. وإختتم الله الآية بالحكيم العليم، لأنه وما أوتينا من العلم إلا قليلاً (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلا (الإسراء: 85)).
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ
مدار الساعة ـ
حجم الخط