نحن كمسلمين نؤمن بكل ما جاء في كتاب الله القرآن الكريم إيماناً قطعياً، علماً بأن كثيراً من الناس الضَّالين من مسلمين وغير مسلمين يحسبون أن الله لا يسمعهم ولا يراهم ولا يعلم ما يُكِنُوْنَ في أنفسهم وما يظهرون ( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (التغابن: 4)). ويحسبون أيضاً أن الله لا يراهم وليس معهم أينما كانوا (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)). ويزعمون أنهم لن يبعثوا ولن يحاسبوا يوم القيامة (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (التغابن: 7))، ويخادعون الله والذين آمنوا (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (البقرة: 9)) . . . إلخ. نقول لكل أولئك: ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وليس عبثاً، وما خلق الجن والإنس إلا ليعبدونه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56)). وجعل الله لكل إنسان رقيب وعتيد ليكتبوا له كل أفعاله من خير أو شر لتعرض عليه يوم القيامة (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (ق: 18، الإسراء: 14)). فنصيحتنا لكل إنسان في هذا الكون أن يعود للقرآن الكريم ويقرأه بتدبر ويعود إلى الله حتى لا يندم عند الوفاة وفي الآخره، حيث لا ينفع الندم (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (المؤمنون: 99 و 100، الزخرف: 80)).
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ
مدار الساعة ـ
حجم الخط