.... لا أظن أن هنالك من لايعرف صوبة (الفوجيكا)....هي رفيقتنا في الشتاء، وعزيزة على قلوبنا، ودائمة الحضور، وتصلح لكل شيء...
باعتقادي أن (الفوجيكا)، تجمع ولا تفرق...وترضي الجميع، ناهيك عن أنها تصلح لكل مكان وسهلة الحركة، بالإضافة لكل ذلك..فهي صاحبة الوهج والشعلة التي لا تنطفيء أبدا..شعلة الحزب الشيوعي انطفأت في روسيا، بالمقابل شعلة الفوجيكا لم تنطفيء.
الفوجيكا جاءت بلون احمر فقط، هذا يعني أنها تصلح رمزا للنضال...كون الذين يقومون باقتنائها هم الطبقة الكادحة، التي تشقى طوال النهار، وهي بالمقابل اعطت للطبقة الكادحة الشيء الكثير..انت مثلا تستطيع أن (تفحج) على الصوبة دون أن تحتكرها لنفسك ودون ان تحرم بقية العائلة من الدفء...ناهيك عن أنها جسدت الاشتراكية بمعناها الحقيقي، لا أحد يستطيع أن يحجب أو يحتكر دفئها أو ان يبيع هذا الدفء كما يحدث في الرأسمالية المتوحشة...والسؤال الملح كيف جسدت (الفوجيكا) الاشتراكية بأبهى تجلياتها..؟
أولا : انت تستطيع أن تقوم بشوي الخبز عليها (الخبز المقحمش)..وهذه ميزة تمنحها (الفوجيكا) للطبقة العاملة، ثانيا : تستطيع ام العبد أن تغلي الماء فوقها من أجل حمام (حمودة)...ثالثا : سلق البيض..والأهم من كل ذلك أنها لم تقدم مفهوما اشتراكيا أمميا بل حافظت على الخصوصيات الوطنية وانماط الإنتاج المحلية حين سمحت للفرد الأردني بأن يقوم باعداد (قلاية البندورة) عليها...بالطبع كل هذا ضمن المفهوم الإشتراكي..
(الفوجيكا )هي حزب بحد ذاته، لاحظوا انها أيضا تعمل على الكاز..وتؤمن بالمساواة لابل هي الوحيدة التي تجسد المساواة في العمل والإنتاج بين الرجل والمرأة..فتحية مثلا ربة أسرة، هي التي تقوم بوضع (المحقان) في الصوبة، وسكب الكاز..وهذه هي وظيفة مقدسة للأم، من قال أن الغرب سبقنا في اقحام المرأة بمراكز الإنتاج متخلف، الفوجيكا جسدت المساواة والمشاركة بين الرجل والمرأة..لابل اعطت للمرأة الأفضلية، فغلي الماء..وسكب الكاز، ناهيك عن تسخين (المفركة) كل هذه الأشياء كانت من اختصاص المرأة ومنحتها ميزة وأفضلية..
الفوجيكا أيضا...داعبت اليسار واستوعبته، انت مثلا حين تكون قادما من مكان بعيد أول شيء تفعله حين تراها هو الاقتراب منها والقول : ( اح ح ح ح )..هذه ( ألاح ح ح ) تمثل، ابهى تجليات اليسار..فهي موسيقى مستوحاة من واقع البيئة، ناهيك عن كونها ردة فعل طبيعية، تمثل غرائز الإنسان..ولا ننسى أن السلطات لا تتدخل في مفهوم ( الأ ح ح ح ح )...بالعكس انت تطلقها بكامل حريتك كتعبير غرائزي...وموسيقي، وابداعات فردية..ورفض ونكران لحالة البرد وربما فيما بعد قد تصبح ( الأ ح ح ح ح ح ) شعارا من شعارات الثقافة اليسارية الطاغية... والتي انتجتها فلسفة الفوجيكا..بعكس ( الأح ح ح ح ) التي تطلقها حين تشارك في مسيرة صاخبة، وتأتيك هراوة من الخلف وانت في لحظة هروب نتيجة اندفاع القوات.
أمر مهم اخر، هي الغت احتكار الرأسمالية المتوحشة لمصادر الطاقة...واحتكار الشركات الكبرى، ابار النفط ثابتة لا يتغير مكانها والشركات الرأس مالية..هي من يحتكر الإنتاج ويحدد شروطه وكميته، وهي من يتحكم بالسوق...(الفوجيكا) نسفت نظريات الشركات الإحتكارية..اسألوني كيف ؟ سأجيبكم : انت مثلا تستطيع أن تأخذ معك الفوجيكا إلى الحمام...تستطيع أن تأخذها للمطبخ، في حال أن حورية خطبت والجيران...نفذ لديهم الكاز ,فمن الممكن أن تشارك حورية فرحها عبر ارسال الصوبة لغرفتها، كي تحظى ببعض الدفء وتشعل سيجارتها دون أن يعرف خطيبها الجديد أنها (تدخن)..
..أيضا تستطيع أن تحمل الصوبة معك في السيارة، وتأخذها للكرك...على ماذا يدل هذا الأمر ؟ يدل على أن الإحتكار هو من الأمور المرفوضة...بالنسبة لهذه (الصوبة )...وأن الجماهير لها الحق الكامل بالدفء والتنعم بالثروة...
لقد تجادلنا أنا والرفيق خالد الكلالدة مطولا، في أهمية (الفوجيكا) ونحن الان نقوم بطبخ حزب على نار الفوجيكا وسنسميه (حزب الفوجيكا) ولن يكون هنالك اشتراكات أو رسوم عضوية...من يحدد انتماءك للحزب من عدمه هو (الفتيلة) إذا احضرت (فتيلة فوجيكا) أصلية فأنت عضو فاعل وأساسي...
وقريبا سنعلن عن مؤتمرنا التأسيسي الأول، وسيكون في مصفاة البترول عند خطوط انتاج الكاز...
ملاحظة : بالطبع أنا الأمين العام وخالد الكلالدة سيكون.. عضو مكتب سياسي وعاش حزب (الفوجيكا).
Abdelhadi18@yahoo.com