أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

نبيّ جديد

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

هل تعرفون أنبياء غير الذي نعرفهم وتعرفهم البشرية كلها من آدم أبو البشر حتى محمد بن عبدالله عليهم السلام جميعا؟ قد لا يعرف الكثير من الأقوام في هذا العالم سوى عدد متواضع من الأنبياء والرسل، ولكننا اليوم عدنا الى زمن المبتدعين ممن يشهرون أنفسهم على أنهم أنبياء، ليس مسيلمة الكذاب فحسب، بل آخرهم نبي كذاب خرج من ولاية جبل عامل، أي من لبنان، فهو يدعي النبوة وأن رسالة إلاهية هبطت عليه، وليس هناك ما يميزه سوى وشوم مرسومة على جبينه، وباعتقادي أن هناك من سيستحسن هذه الصرعة الجديدة ويلتحق به، وهكذا عالم السياسة والكذاب?ن الذين يسحرون أعين الناس ويأكلون الحلاوة من عقولهم.

ليس «قرابتنا» اللبناني فحسب، بل سبقه العديد من الكذابين المدعين بالألوهية، فقد كان في الهند المعلم أوشو واسمه » تشاندرا جاين»، الذي جمع عشرات الآلاف في الهند وحول العالم وتبعوه كالعميان، في بلد تعبد أي شيء في طريقهم وليس البقر فحسب، وأطلق فلسفته في الصراع ضد الاشتراكية والأديان باستخدام ممارسة الجنس الجماعي حتى سمي معلم الجنس، وترك الهند ليسافر الى الولايات المتحدة حيث جمع الآلاف حوله فضلا عن ملايين الدولارات، حتى القت السلطات الأميركية القبض عليه وفي حوزته أكثر من مئات السيارات الفارهة، ورحلته من هناك، ور?ضت واحدة وعشرون دولة دخوله إليها.
هذا غيض من فيض الأنبياء الكذابة حول العالم، فهناك «ساثيا ساي» الهندي ايضا والذي جمع هو الآخر ملايين التابعين من شتى العالم لتعاليمه المزيفة، وصلواته المبتدعة وخداعه للناس بأنه يبيض بيضة من ذهب تخرج من فمه وعندما زهقت روحه زفته الملايين وعلى رأسهم الرئيس الهندي، ومثله كان غلام القادياني الذي إدعى النبوة في نهاية القرن التاسع عشر بالهند وقال ان الله بعثه المسيح المهدي وكتب ثمانين كتابا من التخرصات، وأسس الجماعة القاديانية، والقائمة تطول.
المشكلة هنا ليست بمدعي النبوة بل بالقوم الذين يظنون أنهم يعقلون وهم أقرب الى البهائم بل أضل سبيلا، وهذا ما نراه كثيرا ممن يعتقدون عقيدة بأن هناك بشرا لا يمكن أن يكذب عليهم أو يدعي الخوف على مصالحهم أو يسهب في خطاباته ليدغدغ فيهم العواطف الجياشة ليحتضنهم، بل أكثر من ذلك فيما يتصل خطابه بنقد شديد للممارسات الشاذة عن الصواب وأنه الحريص على المصلحة وأن جعجعته ليست سوى دفاع عن مصالح الناس، ولا مصلحة شخصية له، ثم يعود الى قوقعة بيته ضاحكا ولسان حاله يقول: «شو هالبجم هذول»، نعم لقد رأيناهم كثيرا يتسلقون على أكتاف?الجمهورالبائس،ورأينا كيف تمزق المجتمع بناء على نظرياتهم التافهة.
هذا ليس زمن الأنبياء ولا الأولياء مع وجود الكثير من الصالحين ولكنهم آثروا الانعزال عن تلك الحياة الزائفة وذلك اللغو واللغط الذي لم يعد يجدي نفعا مع قوة القوة والاندفاعية لتحقيق أي نهج أو تصور قد لا يتناسب مع بيئة الناس ولا معتقداتهم ولا رغباتهم، وباتت الأغلبية غير مهتمة بمن جاء ومن تولى ومن ولىّ، فالشعوب العربية الغربية باتت في جحيم لا يمكن أن تخرج منه إلا برحمة ربهم، فدول عربية على شواطئ البحر المتوسط وجوارها قد تعود يوما تحت حكم كحكم الإمبراطوريات الغربية الاستعمارية، ذلك لان ليس لهم رأي فيما يريدون بل تتساقط عليهم المصائب من حيث لا يتوقعون، وانظروا للبنان وغيرها من البلدان التي تئن ولا يسمع الأنبياء المدعون أنينها.
ROYAL430@HOTMAIL.COM
الرأي
مدار الساعة ـ