وحدها الدول العظمى مجتمعة وضعت خططاً لها وللعالم لـ100 عام إنقضت, فقد خرجت من الحرب العالمية الثانية منتصرة وتقاسمت العالم أراضي ودولاً وبشراً ووضعت خطة تحمي حركتهم لقرن قادم.
هذا النوع من السلوك تغير ليس لأن القوى العظمى فقدت سيطرتها فهي لم تفعل بل لأن العالم تغير ديموغرافيا وسياسة.
هناك من خطر بباله أن يطلب وضع خطة سياسية واقتصادية للأردن الذي يودع مئويته الأولى ليلج في الثانية, على اعتبار أن ذلك سيجيب عن سؤال «المليون» الافتراضي وهو «لوين رايحين»؟
هذه دولة ناجزة وإن أصابها بعض التراجع هنا وهناك، وإن أصابها التعب في خاصرة أو في أطراف لكنها ناجزة وقادرة على الخروج دائماً من عنق الزجاجة.
هل تنجح مفاعيل الخطط لبلد يعيش في وسط غير مستقل أو إن شئت رمال متحركة, تنقل الأرض والبشر كما تنقل الرمال, لننظر الى ما حولنا كيف كانت الجغرافيا والأنظمة قبل قرن وكيف كانت قبل عقدين وما هي عليه اليوم.
هل يستطيع الأردن التصرف بمعزل عن كل هذا, لعل العودة إلى شعار الأردن أولا يبدو مناسباً, لنغلق علينا صندوقنا لسنة أو سنتين نصلح أوضاعنا ونتفق على أولويات نحددها وننغمس فيها كلنا من أجل أردن افضل لعقد قادم وليس لقرن سيحمل ما يحمل من المتغيرات غير المرئية وغير المتوقعة.
قد يبدو هذا الطرح رومانسياً للبعض لكنه في الحقيقة واقعي بالنظر إلى فشل خطط الحكومات الآنية, فكل حكومة تأتي تنسف خطة ما قبلها ويا ليتها تكمل خطتها هي, ونسأل هنا عن الأجندة الوطنية وعن رؤية 2025 وعن كلنا الأردن والأردن أولاً وسمي ما شئت من الخطط هي اليوم في جرار الأرشيف متعة للدارسين.
ليس هذا فقط, المشاريع التي تقترحها الحكومات كذلك, أو على وصف رئيس وزراء سابق «مرت من هنا مثل طيف"!!
وقد ظل السؤال: ما هي العوامل التي تقرر النجاح أو الفشل؟ الجواب يكمن في النتائج الفعلية مع التوقعات.
لماذا نضع خطة ذات إذا كانت الإرادة الكافية للتنفيذ غير متوفرة؟.
هل المقصود بالخطط إثبات أننا نعمل، وإعطاء انطباع وهمي لصورة المستقبل الذي نريد؟..
يكفي تحديد الأولويات لعقد قادم؛ أهدافا وتوقعات وسيناريو.
العمل شيء والورق شيء والواقع شيء آخر مختلف.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي