مدار الساعة - كتب: أحمد ذيبان
رحلت أمي "الحجة تمام بندر الربيع "، نتيجة إصابتها بفيروس كورونا.
- عاشت أمي نحو 90 عاما ، حيث ولدت عام 1932 وتوفيت يوم 21 كانون الاول 2021 ، ولم يمهلها القدر لتدخل العام الجديد 2022.
- أمي من جيل السيدات المكافحات وهن الغالبية في مجتمعنا، اللواتي حفرنا بالصخر والاعتماد على الذات من أجل تربية أبنائهن ، ولكي يعيشوا حياة كريمة في مواجهة ظروف الفقر وتحديات الحياة المختلفة .
- أمي شهدت مختلف النكبات العربية ، وازدهار عصر انحطاط النظام الرسمي العربي .
- وعلى امتداد 90 عاما كانت أمي شاهدا، على تشكيل 93 حكومة أردنية من أصل 102 حكومة شكلت خلال المئوية الأولى للدولة ، فضلا عن عدد يصعب حصره من التعديلات الوزارية ،وكانت النتيجة الخراب الذي نعيشه هذه الأيام .
- عانت أمي خلال الاسبوعين الماضيين من وحشية الفيروس اللعين ، حيث ضرب رئتيها ، ومما يدمي القلب أنني عندما كنت أزورها في الايام الأخيرة في غرفة العناية المركزة، تنتابني مشاعر متضاربة بين الرغبة بلمس يدها وتقبيل جبينها وحضنها، وبين الإحساس بأنني كمن يدخل حقل ألغام أو مقبل على عملية انتحارية، حيث هذا الفيروس لا يرحم..
- لكنني وأنا أراقبها عن بعد على جهاز التنفس الاصطناعي ، وكانت تحاول التخلص منه لأنها تحب الحرية ، كنت أستعيد شريط طويل من الذكريات ، وكيف كانت أمي تصل الليل بالنهار ، لتدبير شؤون الأسرة، وبضمن ذلك " ترقيع" ملابسنا المدرسية عندما تتلف ، وإقامة ورش عمل صيفية لتحضير المونة ، من مربيات الخضار والفواكة من المزرعة وتجفيف حب البندورة وعمل المخللات والزيتون وإعداد منتجات الألبان.
رحمك الله يا أعز الناس ، وأسكنك فسيح جنانه ، وإنا لله وإنا اليه راجعون .
ونظرا للظروف الصحية السائدة ، يقتصر العزاء فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
وشكرا لمن يترحم عليها .