أن السياسة الإيرانية كانت وما زالت تحتل الكثير من التساؤلات والجدال السياسي عن كيف وماذا تريد من المنطقة العربية تحديداً وحتى أيام النظام الشاه شاهي الملكي والذي كان يعرف بشرطي المنطقة، فهل الطموح الإيراني تغير بسبب التغيرات التي شهدتها المنطقة وهل السياسة الإيرانية التي نرى تزيد بالأصدقاء والحلفاء ام تخسر ويزداد الأعداء.
وحيث أن السياسة الخارجية لأي دولة تؤثر بشكل مباشر في السياسة الداخلية، فانه من الضروري أن تكون السياسة الخارجية قوية ومتمكنة للتعامل مع الأحدلات والمتغيرات لمواجهة الخصوم أو صناعتهم أحياناً وتبديل التحالفات حسب المصالح العامة للدولة. وهنا يبدو أن إيران لا تزال تحافظ على أساسياتها السياسية، وهي استفزاز الجيران العرب وغيرهم، ورسمت واعتمدت قاعدة عدم الثقة بالنظام الدولي الجديد وأنها ليست حليف لا للشرق ولا للغرب وهي مستفيدة من هذا المبدأ خصوصاً مع روسيا واتخاذ الصين وكأنه شريك أو حليف وهذا واضح من خلال الثورة السورية نوعاً ما.
لكن هل مشروع تصدير الثورة المدون بالدستور الإيراني لا يسمح لرجالات الدولة الايرانية أن يجعلوا منها دولة طبيعية ذات سلوكيات تحترم المواثيق الدولية وتتوقف عن التهديد لدول المنطقة والجوار والمساهمة في الأزمات الراهنة وتغذيتها، وهل إيران تريد أن تتعامل بطموحها مع المتغيرات الأميركية بعد الانسحاب من أفغانستان وبعد استئناف المفاوضات والتعويل على أن أميركا تريد التقليل من دورها في المنطقة، أم ان سياسة صناعة الأعداء والازمات هي فلسفة مستمرة للحفاظ على قوة الدولة واسكات الداخل.
أعتقد أن إيران لديها استراتيجية كقوة إقليمية وتطمح وتسعى الى ان تكون دولة عظمى في المنطقة وتسن رؤيتها في الامن والاستقرار كما تشاء، وهي تطمح لأن تعود إلى الحليف الأول للولايات المتحدة في المنطقة كما كانت سابقاً وبدور كامل متكامل يكون أكبر من التحالفات العربية الامريكية، وقد انها تسعى كذلك للتحالف مع إسرائيل بحجة ترسيخ أمن واستقرار المنطقة ومصلحة العرب والمسلمين.
ولكن هذا كله رفع من قوة التنسيق والتفاهم بين دول الجوار الخليجي وكما رأينا في القمة الخليجية الأخيرة والتي تختلف عن سابقاتها التقليدية، حيث برزت اهداف جديدة، وهي العمل كوحدة اقتصادية واحدة، والتطابق في مواجهة التحديات بكافة صنوفها، والحفاظ الخليجي على أمن واستقرار المنطقة والعالم وعدم السماح بتهديد الامن الإقليمي واحترام حسن الجوار.