أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل الرصاصة استهدفت الشهيد وصفي؟

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني,الحسين بن طلال
مدار الساعة ـ
حجم الخط
رصاصة الغدر والخيانة التي أطلقت على قلب شهيد الاردن والعرب وصفي التل لم تنهي وتستهدف حياة وصفي فقط، تلك الرصاصة استهدفت حلم عربي جميل ومشروع أردني مميز ونضال عربي مشترك لتحرير فلسطين.
رصاصة تقصد استهداف وقتل فكر وليس شخص وصفي ، لأن وصفي بشر ونهايتنا جميعا هو الموت، ولكن الخلود لا يكون إلا بالأفعال والمبادىء والفكر والرسالة والقيم والمعاني السامية والفضائل الراقية .....الخ،
نصف قرن وما يوما نسينا وصفي ولن تنساه الأجيال، لأن الأجيال تنقل الحدث وتسلم بعضها التاريخ، وها هم عشاق وصفي ممن لم يعايشوه في ازدياد واضح ولا شك أنه خالد في النفوس مثله مثل أشخاص وزعماء فقدنا وجودهم ولكن نحمل فكرهم ونتغنى بخصائلهم وميزاتهم.
رحل وصفي ودفع حياته ثمنا لفكره، ومن باب الوفاء وحسن تقبل العزاء أن نحافظ على هذا الفكر ونعمل لتحقيق الهدف والحلم.
وصفي كان يريد أمة عربية متوحدة وفلسطين دولة عربية خالصة محررة من كل أنواع وأشكال الاحتلال، وأردن بلد نموذجي قوي ومتين، ووطن مثال في المؤسسية في الإدارة والحكم والأنظمة.
وصفي مثال في الادارة بالقدوة وتطبيق مبدأ المناصب تكليف لا تشريف، والوطن نحمله في القلوب ونفدية بالأرواح والمهج ونصونه من الفساد ونضرب بيد من حديد على الفساد والمفسدين لا على أصحاب الرأي والمفكرين.
وصفي القائل
( لا مكان للفساد ولا مكان للرشوة.. ولا مكان لتلون وجوه الميدان فقط للصابرين الصادقين.. ذوي الرأي الجريء الصريح...)
وصفي لم يكن يوما سببا في تقييد حريات وسجن أفراد وإقامة دعاوي لحقوق شخصية له حتى لو كان البعض يتمادى عليه بالإساءة والتهم، لكن وصفي التل ما تنازل يوما عن حق الوطن أو حق المسؤول في الولاية، ولا جامل أو هادن في حق الشعب والأمة،
وصفي رئيس وزراء لم يختبىء خلف عباءة الوطن والقيادة والشعارات الشعبوية، وصفي رئيس وزراء قد يكون جعل المنصب بعده شاغرا فلا أحد اقترب ولا أحد ضاهاه بالتضحية والإيثار والعمل والفكر، وعندما يطلب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم من شعبه ومن الشباب مساعدته ورفع الصوت في محاربة الفساد والمفسدين فان ذلك مؤشر على ضعف مسؤولين، وعدم قيامهم بالواجب واختبائهم وراء شعبية القيادة، ورغبة أبناء الوطن في المحافظة عليه.
وصفي مثال لمسؤول يعرف البلد شبرا شبرا ويدرك الميزات ويحافظ على المقدرات، ويعلم كيف يكون التقدم وما هي الثروات، وأن أساس البناء الحفاظ وعدم بيع المقدرات والثروات.
وصفي أكبر من كل الكلمات وأجمل من كل الأشعار والاغنيات.
وصفي رجل لم يحمل فقط شعارات بل حارب وقاوم لجعلها على أرض الواقع أعمال ومنجزات، ومخطىء من يعتقد أن الرصاصة استهدفت حياة وصفي بل استهدفت الفكر والحلم والرغبة، واستهدفت وطن وشعب، وإن نجحت الرصاصة في إنهاء حياة وصفي فإنها لم ولن تنجح في إنهاء نهجه وفكره وطال الزمان أو قصر ينتصر ذلك الفكر ويكبر ذلك الوطن وتقوى وتعلو تلك الأمة.
ورحم الله الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه عندما قال في مقابلة مع التلفزيون الاردني
(يجب أن نعمل جميعا بكل الصدق وبكل الإخلاص لنجعل هذا البلد باقيا، وكثيرون يريدون أن يبقى حيث هو أو أن يتراجع، وكثيرون لا يومنون فيه وكانوا دائما يراهنون على أنه الأصغر والأضعف والمرشح أكثر للانهيار، لكن هذا البلد فيه خير، وفيه ما يقوله، وما يؤديه خدمة لأمته، ويجب أن يكون المثال والقدوة للآخرين، وسيكون وسيبقى بعون الله".
وعندما قال الراحل وصفي
الذين يعتقدون أن هذا البلد قد انتهى واهمون، والذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوة واهمون كذلك، والذين يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه مال داشر واهمون كذلك، والذين يتصرفون كالفئران الخائفة على سفينة في بحر هائج سيغرقون هم كما تغرق الفئران وستبقى السفينة تمخر العباب إلى شاطئ السلامة)
وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية
مدار الساعة ـ