مع أننا نعيش في نظام عالمي شديد التوتر وكثير الصراعات وكثير التنافسية الاقتصادية والتكنولوجية، الا أن اتجاه كل هذه الصراعات نوعاً ما بات يتجه نحو التغير المناخي والظروف البيئية وحمايتها، ولكنه اتجاه يتحول اولاً بأول الى صراعات سياسية قد لا نراها بشكل مباشر الا أنها بدأت نتيجة قضايا التغير المناخي والذي سيكون مراكز استقطاب للصراع فوق هذه المعمورة وما تحتوي عليه من موارد.
من هنا نرى الاهتمام السياسي الدولي ينمو ويتوسع أكثر فأكثر بهذا التغير والآثار السلبية الناجمة عنه من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأكبر من ذلك مثل ضعف الموارد ونفادها في كثير من بقاع العالم الى جانب انقراض التنوع الحيوي، وعليه سوف تتأثر الحياة وما بها وعليها وفيها وتزداد قوة انتشار الامراض التي ستفتك بالبشر.
ومع اننا نرى بعض الإجراءات الدولية للتصدي لهذا التغير الا اننا لا نرى خططاً جادة وواقعية من الدول الأكثر تسبباً وفتكاً بالطبيعة.. ولو أن هيئة الأمم المتحدة تطالب وطالبت كل الدول المساهمة الفعلية بخفض الانبعاثات الغازية لحماية طبقة الاوزون.
ومن هنا فان هذه الظاهرة أصبحت اليوم حقيقة وحاضرة للعيان وتهديدها المستقبلي سيكون على البشرية جمعاء وخصوصاً على الامن العالمي الكلي، وستساهم بشكل فعال في اتساع اتجاهات الصراع.
وهنا فان تأثير هذا التغير على موارد الدول وامام عجز كثير من الدول غير الصناعية الكبرى على تلبية احتياجات مواطنيها بالموارد الأساسية من الغذاء والمياه والطاقة وما الى ذلك؛ سيؤدي الى انهيار منظومة الاستقرار في هذه الدول مما سيؤثر حتماً على المنظومة الدولية لأن العالم يعتمد على بعضه البعض في الإنتاج والاستهلاك.
لذلك يجب الضغط على الدول الصناعية الأكثر تأثيراً في الانبعاثات الحرارية لإيجاد الحلول بقوة والتصدي لهذه الظاهرة وتداعياتها لأنها لن تستثني أحداً، وعلى الجميع تغيير ثقافة مفاهيم الأمن والاستقرار البيئي وعلى أساس أن هذا المعمورة وحدة واحدة وليست منفصلة عن بعضها البعض، لهذا يجب البدء جدياً في إيجاد الحلول والتصدي لأزمات نقص المياه والغذاء وسلامته والا سيواجه ويتأثر الجميع بانعكاسات هذا التغير المناخي.
الرأي