انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

حازم الفايز يكتب: ‏الطب مهنة انسانية

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/15 الساعة 16:02
مدار الساعة,الأردن,

بقلم حازم غالب الفايز

ان مهنة الطب تعد من أنبل وأقدم المهن على مر التاريخ و تتميز بطابعها الإنساني الذي يحث النفس ويلزمها الشعور بالآخرين والإحساس بهم و باوجاعهم مما يحفزه للبحث في اسرار علاتهم وأمراضهم و إيجاد العلاج و إعداد الدواء اللازم لعلاجهم والتخفيف من الامهم قدر المستطاع ومن هنا انطلقت تلك المهنة لتصبح في تطور مستمر مبني على ما أؤسس له من الأولين لتكون علم عظيم ينتفع وينفع به
فعلا مر العصور اهتم بالطب كعلم و مهنة واعتمد كاساس استمرار الحياة البشرية و دوامها ليكون هو العلم الوحيد والمهنه التي لا يمكن الاستغناء عنها تحت أي ظرف وفي أي حال من الأحوال فامسى وجودها مثل الهواء والماء لا نستطيع العيش بدونه
واعتبرت مهنة الطب تجسيدا نظريا وعمليا و فكريا للإنسانية بكل مفاهيمها ومقاييسها وتربعت على عرش العلوم و المهن فكانت الأنبل في وأثناء كل العصور و أصبح صاحب تلك المهنة من اصحاب المقام الرفيع واعتلى اشرف المراتب وكان أبعد ما يكون عن المطالب الدنيوية بل وكان الكثير منهم ينفق على هذا العلم الجليل و في سبيل تلك المهنة العظيمة كل ما يملك لأجل تطويرها واكتشاف ما يفيد لعلاج الأمراض و تسكين الآلام من خلال عمل الأبحاث المستمرة دون ملل أو كلل متحمل كل الضغوطات المحيطة به مقاوما الإرهاق والتعب يشعرك بأنه أب للإنسانية وصانع للراحة وذلك بفضل ما رزقه الله من فطنة وذكاء وموهبة ومعرفة ليستخدمها في منفعة العباد
وبالانتقال من الماضي إلى الحاضر ومع ازدياد أعداد البشر على هذا الكوكب كان لابد من التوسع في مجال ذاك العلم و تلك المهنة فكثرة الجامعات المتخصصة في مجال الطب وعلومه و صناعة الآلات والمعدات التي تساعد صاحب تلك المهنة وتوفر عليه وله المجهود والوقت ليقوم بعمله والذي هو بالأساس دور إنساني بحت ومتعلقاته المادية هي أمور ثانوية بالمجمل او هذا ما يجب أن يكون
وهذا ما يدفعنا إلى الإشارة إلى أن طلب ودراسة الطب وعلومه يجب أن ترتكز في المقام الأول على الوازع الشخصي الذي يمكن وصف حاله على انه إنساني خالص من كل الشوائب المادية والمقامية وأهدافه تنصب في خدمة الإنسانية وتحديدا من يعاني المرض وآلامه وهذا هو أحد أهم الأسباب التي تنتج أطباء مهرة عندهم القدرة والجلد على التحمل والتحامل على أنفسهم في سبيل القيام بواجبهم تجاه كل مريض على اكمل وجه
وهذا ما يجعلنا نطرح سؤال مهم هل الطب بالكمية ام بالنوعية؟
وما جعلني اطرح هذا السؤال هو ان مهنة وعلم الطب له خصوصية ويختلف عن باقي العلوم والمهن الأخرى وهو ملزم بالقدرة والموهبة والاحترافية على عكس بعض العلوم والمهن الأخرى
فإذا ما اعتبرنا أن الطب مهم في الكمية أي العدد دون الموهبة والاحترافية فباعتقادي أصبحنا حقل للتجارب قد تفنى به البشرية
أما إذا اعتبرنا أن الطب بالنوعية أي الجودة فباعتقادي أحيينا به البشرية بإذن الله كون الموهبة والاحترافية أساسيات بمقياس الجودة لتلك المهنة
فقياسا على نفسي وشخصي وأنا اسألها إذا ما كنت أنا طبيبا وعجزت أن أقوم بواجبي بحجة الإرهاق والتعب او أي ذريعة أخرى فهل اكمل أم انسحب وأبحث عن مهنة أخرى تتناسب مع قدرتي وتحملي
إن الآجال مكتوبة من الله سبحانه وتعالى ولا يجوز أن نعترض على حكم الله وقدره وأيضا الأخذ بالأسباب هو واجب ديني يتحتم علينا الأخذ به فالموت حق والتسبب به ذنب
فلنرضى بحكم الله وليعاقب المتسبب
حفظ الله الأردن ارضا وشعبا وقائدا
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/15 الساعة 16:02