أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الفايز يكتب: ‏بث التفاؤل.. واجب أم ضرورة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم حازم غالب الفايز

أن التفاؤل هو وجهة النظر التي ننظر بها إلى الأحداث والعالم وكل ما حولنا بشكل إيجابي فتبقى القلوب متعلقة بالخير وأنه سوف يأتي لامحاله والتفاؤل دائما يعطي الأمل بالغد وأن القادم أفضل بإذن الله
إذا اقترن بالتصميم على الاعتقاد بأن المستقبل سيتجه للأفضل فذالك سيدفعنا بالتأكيد للعمل بكل جهد وبذل المستطاع من أجل ذلك
فإن التفاؤل إذا اعتمد كنهج للحياة أبعد عنا التشاؤم وما يحمله من إحباط و انكسار واستسلام لكل واقع مرير أو تجربة فاشلة وانطلق بنا إلى التفكير الإيجابي وساعد في تهيئة النفس للتعايش مع الواقع وخفف وطأة الأحداث على العقل مما يتيح الفرصة الى التفكير السليم للخروج من الأزمات ومحاولة بناء غد أفضل فالتفاؤل ممكن أن يكون علاج للإحباط إذا ما ترسخ في القلوب والنفوس لما له من أثر كبير وواضح في حث النفس البشرية وأعطائها القوة والعزم على بذل الجهد من أجل مستقبل أفضل
وعلى نقيض ذلك إذا ما اطلعنا على معظم ما يذاع او يقال في الوقت الحاضر من تحليل أو رأي أو نقد أو نقاش نجد أن التشاؤم يتملكه و الإحباط و الاستسلام ركائزه
مما يذهب بنا إلى التقوقع داخل انفسنا والتسليم بالواقع كأمر محتوم ويؤدي إلى إنهزام العقل والحد من قدرته على التفكير بشكل سليم وهذا ما ينعكس على المجتمع بأكمله في حال استمرار الفئة المتشائمه على نهجها وتوسعها في إبداء آراءها و تحليلاتها
وهذا ما يضعنا في مواجهة وحرب ضروس أحد اطرافها التشاؤم والآخر التفاؤل فالأول مهاجم شرس والثاني مدافع بإيمان قوي
فالتشاؤم يهاجم بأسلحة فتاكة تعتمد على الواقع و الوقائع والأوضاع الحالية والمشاكل وتشعباتها والتركيز على الأخطاء والسيئات والإشاعة والمعلومة المغلوطة بهدف كسب التأييد وضم اعداد و تحالفات جديدة وينتظر نهاية الحرب ليعلن انتصاره وابقاء اليأس والإحباط والتقوقع على النفس المسيطر الأوحد
واما التفاؤل فيدفع بأسلحة تعتمد على الإيمان القوي ونظرة مستقبلية قاعدتها الأساسية (تفائلوا خيرا تجدوه )و ابراز المحاسن والإيجابيات لما أنجز و ما يمكن إنجازه واعتقاده بقوة العقل والفكر وقدرتهم على إحداث التغيير فبانتصاره يعلن عن تحرر الفكر من قيود الإحباط ويحث على العمل وبذل الجهد لأجل مستقبل مشرق و إنجازات تلبي الطموحات
و يأتي السؤال المهم ...بث التفاؤل بين افراد المجتمع واجب أم ضرورة أم الاثنين معا ؟؟؟
ولنجيب على ذلك لابد لنا من أن نعرف الفرق بين الواجب والضرورة
فالواجب هو مصطلح يعني الالتزام الأخلاقي والتعهدات بشيء ما لجهة ما ويكون تحقيقه من خلال التصرفات والأفعال من أجل تحقيق المنفعة
واما الضرورة تعني هنا الاحتياج إلى الشيء والاحتياج هنا يكمن في درئ مبدأ التشاؤم ونتائجه التي توسع وتوقع الضرر على المجتمع بأكمله
وبناء على ذالك نخلص الى ان التفاؤل واجب وضرورة يتفقان معاً و انه طوق النجاة والسبيل الأوحد والوحيد للبحث عن مستقبل جيد والخروج من كل ما نواجه من معوقات وصعوبات في الوضع الراهن و نحن أحوج ما نكون إليه في وقتنا الحالي على ان يكون بصيغة أفعال على أرض الواقع يدفعها حب الوطن ينتصر بها التفاؤل ويتحرر الفكر من الجمود الناتج عن التشاؤم والإحباط إلى العمل من أجل الغد
حمى الله الأردن وحفظ شعبه واعز قائده
مدار الساعة ـ