أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الفايز يكتب: ‏الراتب.. نصدق و نكذب عليه

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم حازم غالب الفايز

إن هذه المقولة منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا الحبيب فهي ذات معنى عميق ودلالة على الاعتماد والإرتكاز على الدخل (الراتب) رغم ضعفه
فهذا التعبير له مدلولات جميلة وعظيمة أيضا تترجم في كثير من الأحيان بساطتنا في التعامل مع الظروف المعيشية رغم قسوتها في بعض الأحيان و صعوبتها في كثير من الأحيان وكيف يلعب المجتمع دورا كبيرا في حل المشاكل والتعاون في سبيل ذلك
فهو كلام يتحدث عن الضائقة المالية تحديدا و أن (الراتب )هو طريقة للاقتراض لتلبية الاحتياجات الأساسية فيستدين الشخص من البقالة أو (الدكان )و بالمصطلح الحديث السوبر ماركت ويقوم بالسداد آخر الشهر بناءا على (الراتب) فإذا ما حدث طارئ ما تلخبطت الموازين وحدث عجز في الميزانية وتوقفت أذونات الصرف من الموازنة ودق جرس الحساب منذرا بأن الرصيد لا يكفي وبايحاء العقل تحدثك الظروف بأن عليك الارتجال لحل تلك المعضلة
فتنشأ لديك خطة جديدة للسداد بأن‬ تعتذر عن سداد كامل المبلغ وتكتفي بسداد جزء لكل واحد منهم وعلى الوعد بسداد الباقي على (الراتب) فإذا سارت الأمور على ما يرام تكون قد صدقت وإذا ما جد جديد فتكون كذبت وتحاول تتعذر مرة أخرى وتحاول من جديد وتدور حياتك على هذا المنوال إلى ما شاء رب العباد
وعلى الرغم من صعوبة تلك الحياة إلا أنه يوجد في طياتها شيء جميل فإن الوضع سابقا كان له دور كبير في الترابط الاجتماعي والتالف بين الناس و إحساسهم بوضع بعضهم البعض وتحملهم وتحاملهم على أنفسهم اكراما وخجلا ومحبة لبعضهم البعض فكانوا لبعضهم أقرب وقلوبهم صفحات بيضاء مكشوفة ظاهرة نواياهم على محياهم
المروءة والشهامة جذور راسخة فيهم و عطائهم منقطع النظير وصبر هم على بعضهم يقرب إلى صبر سيدنا أيوب عليه السلام لا فضل ولا منه بينهم
فاصل من الزمن ليس بالطويل ولكن أيضا ليس بالقصير
نجد كل تلك التغيرات الكبيرة وبعضها كانت جذرية في حياتنا والتي ظهرت على مجتمعنا في فترة زمنية تقارب ثلاثة عقود وما رافقها من تغيرات بشكل متسارع وفي فترة تعتبر قياسية هناك اختلاف كبير في آلية التعامل بين الناس أفراد المجتمع الواحد وتغير نظرتهم لبعضهم البعض واختلاف أولوياتهم وانشغال الفرد بنفسه الذي ينتج عنه صعوبة تحملهم لبعضهم البعض وعدم قدرتهم على الوقوف بجانب بعضهم البعض ونفاذ صبرهم على بعضهم البعض نظرا لما آلت إليه الحياة و ظروفها الجديدة مما افقدنا نكهة الزمن الماضي رغم قسوته وصعوبته وفراغه من ما يسمى الآن أساليب ووسائل التطور والحداثة والتكنولوجيا إلا أنه لا يزال يوصف بالزمن الجميل
فعلى الرغم ان ما نعيشه اليوم من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة هوأحد الأسباب الرئيسية لفقداننا نكهة وقيم ومبادئ الزمن الجميل
الا إنني أعتقد أن تذكرنا لهذه المقولة من الممكن أن تحيي فينا ذاك الزمان الجميل وتعيد لنا ما فقدناه وتركناه هناك
فتلك المقولة هي حالة اجتماعية متطورة وفريدة من نوعها لا تتعلق فقط بالأمور المالية بل هي قيم وأساس تعامل بين الأفراد و ترتكز على المحبة و البساطة والألفة والتسامح والمروة والشهامة بين افراد المجتمع كافه
فإني أسأل الله العزيز القدير أن يقوي خصال الزمن الجميل في قلوب من هي موجودة لديه و أن يعيدها إلى قلوب من فقدت منهم ليحيى أردننا واهله بكل خير
حمى الله الأردن وحفظ شعبه واعز قائده
مدار الساعة ـ