بقلم حازم غالب الفايز
ان ديمومة الدول ودوامها وتطورها دائما يعتمد على التخطيط للمدى البعيد وعمل دراسات موسعة فائضة عن الحاجة الفعلية والحالية قد تستخدم في المراحل المستقبلية مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات والتحديات في شتى أشكالها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الجغرافية بحيث تكون تلك الخطة تمتلك من المرونة ما يكفي التي تتلائم مع المتغيرات ككل والتحديات كافة وهذا ملحوظ بشكل كبير في الدول العظمى و تبنيها في سياساتها التخطيط على المدى البعيد و اعتمادها على ما يسمى الاستحداث للحفاظ على تقدمها و صدارتها في العالم
فإنه جل ما يواجهونا الآن هو منظورنا إلى حل المشكلات والتي من أبرزها الإكتظاظ وأعني هنا الفائض و الزيادة بكل شيء مثل زيادة عدد السكان و نسبة البطالة واعداد خريجي الجامعات والأبنية... الخ
و عدم إيجاد تصريف لها وأبقائها في بقعة ضيقة لا يمكن أن تتحمل هذا الكم الكبير من الزيادة مما سوف يعمل على تعقيد المشكلة وتفاقمها
فالمشكلة الأكبر التي تواجهنا هي محاولة إيجاد حلول فورية وعلى نفس البقعة وعدم تفهمنا أن هذه البقعة قد نالها وطالها من الاكتظاظ ما يجعل حل المشكلة مستعصي فأي طرح لن يكون له أثر فعلي ولا ينتج عنه حل جذري للمشكلة بل سيزيد في تفاقم المشكلة وتشعبها
فإذا ما أخذنا على سبيل المثال محاولات إيجاد حلول لمنظومة النقل في الزمن الماضي القريب من خلال إعطاء الترخيص لشركات نقل ركاب وزيادة اعداد وسائط النقل نجدها قد أسهمت في تفاقم المشكلة وعملت على إعاقة حركة المرور ونتج عنها أيضا ازدحامات خانقة عانى منها الجميع دون استثناء
واما المثال الآخر الأعداد الكبيرة لخريجي الجامعات وعدم استطاعتهم إيجاد الوظائف مما يسهم بشكل مباشر في رفع نسبة البطالة كون البقعة أصبحت مشغولة ولا يوجد بها متسع للتوظيف
ولا ننسى أن ناخذ على سبيل المثال أيضا الاكتظاظ العمراني الذي أثر بشكل مباشر على البنية التحتية وسوء حالتها وذلك لازدحامه على بقعة أصبحت ضيقة
فلذلك لابد لنا من الاستحداث فلا يوجد بديل عن ذلك كونه هو الحل الجذري لمعظم المشاكل كونه يعتمد في المقام الأول على التوسع والأمتداد إلى بقع أخرى مما سوف يعطي المساحات ويخفض الاكتظاظات بكل أشكالها
فالاستحداث هو فكر قديم جديد يعتمد في أساسه على ازدياد أعداد السكان في المقام الأول ويربط باقي الزيادات به
فعلى سبيل المثال مرة أخرى نجد أنه تم استحداث مشروع الباص السريع فتم أنشاء مسارات خاصه به وضعته خارج بقعة الازدحام وعلى امتداد مناطق مختلفة مما اوجد حل إحدى مشكلات وسائل النقل من حيث الوقت و الاكتظاظ والعائد بطبيعة الحال لازدياد عدد السكان
فعلا غرار ذلك المثال الذي ذكرناه يجب علينا الآن أن نفكر في اعتماد اسلوب الاستحداث كحل أمثل لمعظم مشاكلنا فمن خلال استحداث المدن في المناطق والمساحات الغير مستغلة والموجوده خارج بقعة الاكتظاظ واستحداث الأسواق أيضا خارج تلك البقعة سوف يؤدي بشكل تلقائي إلى استحداث المؤسسات الخدمية التعليمية والطبية و المراكز الخاصة والعامة بشتى أشكالها واصنافها مما سوف يساهم في حل مشاكل الاكتظاظ السكاني والعمراني والتعليمي والطبيي والخدمي وأيضا البطالة بشكل رئيسي من خلال توفير وظائف لتلك القطاعات المستحدثه
شريطة أن يبنى الاستحداث على التنظيم والتخطيط والدراسات الشاملة و الدقيقة والوافية
وعندها بإذن الله تتم النقلة المطلوبة من خلال التوسع والاستحداث إلى إدارة العجلة الاقتصادية بشكل يلبي الطموحات
حمى الله الأردن واعز قائده وحفظ شعبه