بقلم محمد المصري
على مدى ال١٢ عام الدراسي ونحنُ نرتسم أحلامنا عامٌ بعد عام لنصل إلى مرحلة يسمونها في وطني "التوجيهي" فيبدأ هنا التوتر في جميع البيوت الاردنية لان هذه المرحلة وبكل بساطة هي مرحلة تحديد الحلم والتخصص كما أوهمونا ، فتبدأ أُمي بالصلوات ويبدأ أبي بالعمل المكثف ليُأمن لي الدروس الخصوصية والدوسيات والمراجع ، ويصبح طالب التوجيهي في هذه المرحلة هو الأولوية في المصاريف المالية وهو الامل لدى هذه العائلة ، فالأب يريدهُ مهندسًا كما ابن عمه والأم تريدهُ طبيبًا كما ابن خاله وهو حائرٌ ضايعٌ لا صوت لهُ سوا التقبل للأمر المفروض عليه ، يبدأ هنا الضغط المادي على الاهل والضغط النفسي على الطلبة ، سنةٌ دراسية كاملة وتخبطٌ في القرارات الوزارية و وباءٌ إجتاح العالم أجمع وأبعدهم عن الدروس الوجاهية وزاد ذاك الضغط النفسي عليهم ، ف وزيرٌ يُطبط بالكلمات ويجدلهم كالحاكم الغاضب بالامتحانات ، وهنا بدأت فجوة الثقة الصغيرة تزداد حجمًا وثقلًا ، فالتوجيهي في بلادي يا عزيزي هو اخر محطات أمل الاهل بأبنائهم في هذه البلاد بعدما جلدت الحكومات جلودهم بالضرائب ورفع الاسعار لتأتي الحكومات بقطع اخر محطة أمل لدى الاردنيين ، لتأتي لتحطيم الاحلام المتبقية لدى الطلبة التي كانوا يحلمون بها وهم مستيقظون لان لا وقت للنوم ، ف تارة يأتي هذه التوجيهي سخيفًا حد الانفلات وتارة يأتي صعب حد التعجيز وفي هذه العام أتى التعجيز وبدأت لعبة التحدي بين الطلبة والحكومة وحاربوا أهل العلم بعلمهم وترافعت الاصوات والشكاوى وتناقلت محطات الاخبار المعاناة لكن من ينصفهم! ومن يسمع! بالتاكيد لا احد فكما اخبرتك يا عزيزي هنا الاصوات لا ترتفع بل تتلاشى في العدم ، فنحن اليوم نواجه مشكلة حكومية حقيقة في التعامل مع التوجيهي في بلادي لسيما إنهار المنظومة التعليمية وترهلها ، و عدم القدرة على إدارة مثل هذه الموقف يؤكد لنا الفشل المبرح التي تُعانيه هذه الحكومة بأسرها ، فهل من المُعقل ان وزير وقامة علمية كما يقولون ليسَ بجدير بإدارة امتحان للثانوية العامة فكيف لهُ ولزملائه أن يديروا دولة بأكملها !
هنا نرى ان لجنة كتابة الاسئلة تحتاج الى إعادة هيكلة من الصفر بل أن وزارة التربية والتعليم تحتاج الى اعادة دراسة وهيكلة الوزارة .
فمن المسؤول عن ضياع تعب هذه الطلبة !؟
ومن المسؤول عن رؤيتهم لبلادهم ووصفها بمقبرة الاحلام!؟
ومن المسؤول أيضًا عن تفكيرهم بالهجرة !؟
فهذه الانعكاسات جريمة بحق الوطن وضياع لمقدراته البشرية فمن المسؤول ؟