كتبت هدى زعاترة
الشماغ .. علامة العرب وزينتهم، والذي يحمل بين طياته علامات تدل على هوية مرتديه، وتحدد أناقته، وأحياناً جماعته وانتمائه، يتكون عادة من قطعة قماش مزخرفة، منسوجة من الكتان أو القطن، ويتم ثنيها على شكل مثلث ويضعه الرجل على رأسه.
الشماغ الأردني رمز تاريخي عريق عميق من رموز الهوية الوطنية الاردنية، يعود الى اكثر من ٣٥٠٠ سنة خلت، والمفروض ان يبقى كما هو لباس للرأس لا ان يصنع منه ما لا يليق بقيمته المعنوية لاالمادية فهو رمز وطني يجب التباهي به امام العالم لا النوم فيه، وان وجوده او انكاره لا يخضع لمزاجيات العابرين الذين يبحثون عن الشهرة على حساب الوطن، او السفهاء من يبيعون اوطانهم مقابل الاموال.
فالشماغ له لونين الاحمر والابيض وكلاهما معنى من معاني كلمة الاردن منذ سبعة الآف عام مضت، كما ان المملكتين الأدومية والمؤابية استخدما هذين اللونين في معنى اسم الدولة ورايتها ولباس الرأس والمراسم فيها، كيف لعارضة ازياء ان ترتديه كلباس للنوم وبصورة غير لائقة لعرض هذا المنتج الذي يحمل في طياته معاني ودلالات مبهمة غير تلك الواضحة للوهلة الاولى فمعظم الناس سوف تراه فكرة مبتكرة لا بطريقة ساذجة قذرة كما هي بصورتها الحقيقة.
اما الكوفية الفلسطينية هي وشاح أبيض وأسود يرتدى عادة حول الرقبة أو مع العقال على الرأس. أصبحت الكوفية الفلسطينية رمزا وطنيا فلسطينيا.
تحول ارتداء الكوفية من محض غطاء للرأس منتشر في المناطق الريفية والبدوية في المشرق العربي إلى رمز للمقاومة السياسية أثناء ثورة فلسطين (1936- 1939)، فقرر زعماء الثورة الفلسطينية لأسباب رمزية سياسية وتكتكية عملانية توحيد لباس الرأس عند الفلسطينيين فنادوا بلبس الكوفية والعقال لرجال فلسطين.
رموز تاريخية عريقة كهذه لها دلالات والوان اكبر من تاريخ هذا المصمم السفيه، كيف لك ان تصنع من رمز كهذا "بيجاما" للنوم ما العبرة.. ما هي الفكرة التي تريد ايصالها او السؤال هنا هل هذه فكرة عربية او تعدي من ايدي خارجية؟
كم تغنى الشعراء بالكوفيه والشماغ من " لوح بشماغ الاحمر" الى " علي الكوفية علي"، هناك رموز وطنية حساسة ومقدسة لا يجوز المساس بها مثل الشماغ الكوفيه الثوب العلم الى آخره من الرموز الوطنية ذات القيمة.
سبق وان تحدثت في مقال سابق عن بعض " اليوتيوبر" او من يسمون نفسهم بالمؤثرين الذين يبحثون فقط عن مشاهدات بعمل تحدي لإحراق العلم، هزلت الى اين وصل بك المطاف يا وطني.