أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الشوابكة رفيق السلاح وحارس الذاكرة الملكية

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني بن الحسين,الملك عبدالله الثاني,العمليات الخاصة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب: محمد الجغبير

ملكٌ ورفاق، ذكرياتٌ وسلاح ، فرح روح وخفقات قلب، ولقاءٌ حميم.. لم تكن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لدارة الفريق المتقاعد جمال الشوابكة، زيارة ملكية اعتيادية ، حين وقف الملك الى جانب مُضيفه ليٌخبره أن ( حسين كان حاب يجي معي بس مشغول رح يجي بعدين).
كان لقاءً حقيقيا عفويا فيما الملك يضع ذراعه على كتف الباشا الشوابكة، يتحدث إليه، بعيدا عن البروتوكولات الملكية، فالرجل رفيق سلاح، جمعته مع جلالته صولات وجولات، خلال تسلمه قيادة العمليات الخاصة مطلع التسعينيات، حينما كان أميرا قبل توليه العرش.
أميرا أم ملكاً، لم ينسَ جلالته، من افترش معهم ارض الصحراء ، وعارك معهم رمالها وغبارها، خلال تنفيذ التدريبات والمناورات العسكرية.
في حميمية اللقاء كما بدا واضحا من حديث وحركات جلالته مع الباشا الشوابكة، يطفو سؤال ال (لماذا)، لماذا الباشا الشوابكة من استأثر بالحظوة الملكية كما رأيناها صوت وصورة يوم أمس، ليكون الجواب حاضرا بأن الرجل لم يكن مجرد رفيق سلاح فقط، بل عاصر وعايش الملك وعمل معه كرفيق سلاح للملك ،عندما كان اميرا في القوات الخاصة « العمليات الخاصة» حيث كانت بداية اللقاء ، مع جلالة الملك في ثمانينات القرن الماضي عند تخرج جلالته من كلية سانت هيرست البريطانية .
لماذا الشوابكة، لأن قلة من الرجال يسكنهم هاجس الوطن وقيادته مثلما يفعل الشوابكة، وهو الرجل الذي أسعفته ذهنيته الوطنية المسؤولة والواعية لأن يُخاطب الملك، الذي رغب بالعودة للقفز من الطائرة بعد تسلمه العرش بالقول ( انت كنت للعمليات الخاصة واليوم انت للاردن شعبا وجيشا ورمزا وكرامة)، بل وتم حجز مظلة الملك الخاصة في مكتب قائد العمليات الخاصة بعد قرار جمعي من قسم امر العمليات الخاصة آنذاك.
حميمية اللقاء بين الملك ورفاق السلاح، لم تكن بمضامين اعتبارية ، فيما رفاق السلاح ممن خدموا إلى جانب جلالته بمعية الباشا الشوابكة، يستذكرون المواقف والذكريات لأحداث عايشوها في ليل الصحراء، وتحت شمسها الحارقة، بل لم يخفي الباشا الشوابكة خشيته على المليك الشاب حينما كان أميرا ويخدم بمعيتهم في القوات الخاصة، من العقارب والافاعي التي تنتشر بطبيعة الحال في البيئة الصحراوية، الا ان الملك كان يُصر على أنه زميلا ورفيق سلاح معهم لا أميرا .
الباشا الشوابكة، الذي احتضنت ذاكرته أول الخطو الملكي في العمليات الخاصة، ظل وفيا وحريصا على معنى رفقة السلاح والعسكر، وظل أمينا ودافئا لمعنى رفيق الأمس ملك اليوم، فكانت الزيارة الملكية عميقة يٌكللها الامتنان ويتوجها العرفان، وهو نهجٌ أختطه الملك عبدالله الثاني من أبيه جلالة الملك الحسين الراحل، ففي ميادين العسكر يصير الملك قائد ووطن وأمة، يصير عنواناً لقداسة الجيش والعسكر.
الفريق المتقاعد الباشا الشوابكة، حارس الذاكرة الملكية، وهو الشاهد على نخبة من المواقف منها حينما كان أميرا، في عام 1993 حيث جمع ضباط القوات الخاصة والقى محاضراته بهم ختماها بالقول( انا عبدالله الثاني ابن الحسين..انا سأقف بالوسط مع الجميع وبنفس المسافة مع الكل ..وساحترم من يعمل ويسعى لتطوير القوات الخاصة .ومن يستطيع ان يطور ويكمل معي سيستمر ولايهمني الا العمل ).
الباشا الشوابكة، حارس الذاكرة الملكية، رفيق الملك بالسلاح، سار خطوة بخطوة مع الأمير في تطوير الجهاز، لحينما احرزت القوات الخاصة الاردنية مركز اول ثلاث تشكيلات قوات خاصة في العالم ، وحققت فوزا في احد التمارين المشتركة مع احدى الدول الكبرى بحصد 6 كؤوس من 7 كؤوس .
حارس الذاكرة الملكية، حينما أمر الملك بتجهيز بيت لاحد الضباط في العمليات الخاصة كان احترق منزله ، حارس الذاكرة الملكية فيما الملك يترك مرافقيه ويلتقي المواطنين على الطرقات ، حارس الذاكرة الملكية حينما كان تصدف زيارة جلالته مع موعد احدى الوجبات كالافطار او العشاء او الغذاء او في ايام رمضان، حين كان يجلس مع رفاقه ويأكل ببساطة».
وقف الباشا الشوابكة على مجمل انجازات الملك ابان تسلمه العمليات الخاصة، ووقف جنبا الى جنب ووكتفا الى كتف، فيما سيد البلاد يٌشارك بمهمة مداهمة ، عُرفت بـ «عملية سحاب» والتي قادها الملك عبدالله حينما كان سمو الامير عبدالله انذاك.
الباشا الشوابكة، رفيق السلاح واللحظات العصيبة لا الصعبة، شارك جلالة الملك بكثير من من العمليات التي نفذتها العمليات الخاصة بالتعاون مع الاجهزة الامنية اذ كان جلالته «سمو الامير عبدالله انذاك»في تلك الفترة قائداً للعمليات الخاصة كان يتابع المجريات والاحداث بالتفصيل من غرف العمليات منها «مهمة جلب العلاج للسيد خالد مشعل القصة المعروفة و»عملية نقل الشيخ احمد ياسين رحمه الله الى المدينة الطبية»وفي تلك الفترة تم تنفيذ عدة عمليات مختلفة داخل وخارج المملكة ولا مجال لذكرها.
ملك ورفاق سلاح، سيرة وطن ومجد أمة، هذا ما شاهدناه أمس فس الزيارة الملكية لدارة الفريق المتقاعد الباشا جمال الشوابكة .
مدار الساعة ـ