انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

اللي عنده سكر يرش على المجدرة!

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/25 الساعة 13:13
حجم الخط

ما ان اختتمت القمة العربية الاسلامية الامريكية اعمالها في الرياض حتى انهالت عليها التعليقات والانتقادات من كل صوب وحدف من قبل وسائل الاعلام المختلفة اقليميا ودوليا وتصدرت الصحف التي تتخذ من بلاد المهجر ملجأ وملاذا لها نصيب الاسد في الهجوم على المؤتمر وقراراته، وبقي نصيب النمر للاقلام المتملقة والمنافقة والتي جعلت من القمة موضوعها الوحيد وامطرتها بوابل من الافتراءات والاكاذيب والتلفيقات والاباطيل وجعلت منها متنفسا لما يعتلي صدورهم من حقد وكراهية وشماتة على القمة، وانه لمن المؤسف والمحزن ان نرى هذا التسابق الصحفي والاعلامي تتسابق فيما بينها بنشرالسلبيات والهوامش وتترك الايجابيات والمنافع التي تحققت وستتحقق في المستقبل اقتصاديا كانت ام عسكريا وامنيا، ان ما يظهر للعيان طوية اصحاب الشبهات انهم يبترون الحقائق من سياقها ويعلمون انهم قد ضلوا طريق الهداية ونبراس الحق لاجل منافع شخصية ينتهون بانتهائها، وانك لن ترضي من في الارض جميعا فدعهم في غيهم يعمهون.

جاء ترمب الى المنطقة وفي جعبته تحريك سياسات امريكا تجاه بقية العالم بكل ما تحمله من المبادئ والاسس التي تقوم عليها، انه يعلم في قرارة نفسه ان امريكا هي المسؤول الاول والاخيرعن ما يجري في المنطقة من حروب وشرور وارهاب، وفوضى وتهجير وتجويع، وكذلك مسؤليتهم عن السلام والاستقرار، وقد تكون ليست سياسته، بل الشعور بالذنب وصحوة الضمير سببا في ذلك، وهو في النهاية انسان قبل ان يكون زعيم امة، وما ثأره لاطفال سوريا الذين قصفوا بالكيماوي دليل على ذلك، اما امكانية حل هذه المشاكل وتعهده بحل فلسطين وسوريا واليمن والعراق لن يكون الامر سهلا بالنسبة له حيث انه كرئيس له قدرات وصلاحيات معينة يصعب تخطيها في ظل دولة المؤسسات والدوائر المختصة، وقد يعمل على ادارة الصراعات في المنطقة وليس حلها على الاقل في فترة رئاسته الاولى حتى لايعلن افلاسه السياسي عند اول عقبة يواحهها . ومن ضمن ما احتوته جعبته كرجل اقتصادي بالدرجة الاولى تحقيق رزمة من المكاسب المادية عسكرية كانت ام استثمارية وقد نجح في ذلك بابرامه اتفاقيات بمليارات الدولارات.

واما الامر الاخر الذي اخذ حيزا كبيرا في جعبته هو التصدي للارهاب والتطرف في المنطقة، وهذه من الاولويات بالنسبة لامريكا ودول اوروبا والكيان الصهيوني، وكان قد وعد اثناء حملته الانتخابية بمحاربة الارهاب الاسلامي، ومقاومة تجذره في بلاده، وهذا من اسباب دعوته للدول الاسلامية ليحثهم على التصدي له، ملمحا انه صنيعة اسلامية عقائدية، متناسيا عصابات الارهاب الصهيوني في فلسطين من ( منظمات الهجانا، وشتيرن، والارجون ) الذين قتلوا الاطفال والشيوخ والنساء وارتكبوا اكبرعملية تطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني لطرده قسرا من وطنه بل نراه يقوم بتجديد الولاء لهم والحماية، وظني انه تائه في قوس قزح او ان ذاكرته غيبها النسيان.

واكثر ما استحوذ على اهتمامه قضية ايران التي اخذت حيزا كبيرا من خطابه وجسد امر عدائها واقعا منظورا، مع ان قضية ايران بالنسبة له اولا مسألة شخصية واختلاف في الرأي بينه وبين الرئيس السابق باراك اوباما فيما يخص اتفاقية النووي، ومع ذلك نحن لا يجب ان نقلل من خطر ايران وتدخلاتها في المنطقة عسكريا وسياسيا، ومحاولتها تصدير ثورة الخميني والمشروع المذهبي الى دول الجوار وما هو سوى احد اهدافها المستترة، والمعلوم ان ايران ليست حمعية خيرية او ذلك الحمل الوديع فاسلوب التهديد والوعيد والارهاب ونشرالفوضى التي تتبعه في المنطقة لا ينطبق عليها مثل هذا الوصف، وما الايادي والتنظيمات التي تزرعها في المنطقة وتغذيها بالمال والسلاح سوى احد غاياتها بغية التحكم بشعوبها وثرواتها الطبيعية، وما يحدث في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وغيرها من دول الشرق الاوسط خير دليل على ذلك.

ان من حق السعودية واي من الدول ان تتحالف مع من تريد وان تتزود باسباب المنعة والقوة في سبيل ذلك ما تملكه من مال ورجال دفاعا عن وجودها وعن اراضيها وشعبها وهذا حق مشروع اقرته جميع المؤسسات والمنظمات الاممية والاديان السماوية، ام انهم يريدون ان تلج الافعى الى بيوتنا ونهلل لها، وننتظر ان يعتدي الذئب على انعامنا ونطبل له ونزمر، وان يتسلق اللصوص اسوارنا ونقف شاخصين بلا حول لنا ولا قوة عاجزين عن الدفاع عن انفسنا لاننا لانملك العدة والعتاد.

ان الذين يصفون دول الخليج بالعمالة ان يبرروا لنا حماية طائرات الحلفاء لحشدهم الشعبي وحماية الطائرات الروسية للايرانيين وبشارهم وحسن نصرالله في سوريا.

وكما قال المثل الشعبي اللي على راسه بطحة يحسس عليها.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/25 الساعة 13:13