إلى : المتفرغين وراء شبكات التواصل،شغلتهم وعملتهم أن :
يمطروننا بأخبار تسوى ولا تسوى،ويزخوننا بهبات من
مواعظ،إرشادات،فتاوي فيقعون في المحذور من نشرها عن الجوجل حيث فيه الأوراق مبعثرة بين مذاهب عديدة فيختلط الحابل بالنابل.
كما أنهم يعطروننا ببخور هندي من النوع الثقيل فيزكم الأنوف.
ينامون يغفون يحلمون احلام يقظة تسر خاطرهم لفترة،وبعدها تأتي الصحوة فلا يجدون شيئا مما رأوه في الأحلام.
وإن ناموا نوما عميقا في ليل مدلهم داهمتهم كوابيس وأحلام مزعجة يصحون كأن على رؤوسهم الطير لا يأتون بحركة خوفا وهلعا.
يا ترى هل هذا هو ما قرأناه في التاريخ على أن بعض الشعوب المهزومة يصيبها الإحباط فتلوذ إلى زوايا التصوف،وتكثر من الدعاء الى الله تعالى بأن ينصرهم على أعدائهم،بينما هم متقاعسون،بدل العمل على مواجهة هذا الإحباط،
ونسوا أو تناسوا قوله تعالى
(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
أهو هروب العاجزين من واقعهم فيلجؤون الى نشر المواعظ لإثبات الذات؟
وهل إثبات الذات يكون بمثل هذه السلوكات؟
أليس من الأفضل أن يكون بمعالجة العقبات والمشاكل التي تهدد حياتهم؟
ألا يعرفون أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.
ما بالهم لا يأتي بخاطرهم بعضا مما يعانيه الناس من آلام وأوجاع وما يحيط بهم من حوادث جسام تسبب كل
الآلام والنوائب والمتاعب؟
ما بالهم يصمون آذانهم عن الآهات والأنات الصادرة
التي تخلفها تلك الحوادث الجسام؟
ما بالهم يغمضون عيونهم عن مناظر تدمي القلوب وتدمع العيون،ولا تحرك فيهم أي إحساس ومشاعر كأنه لا شيئ موجود؟
صدق من قال:بعض الناس بهناها وبعضهم بعزاها،وكأن ما يحصل ليس عندهم بل عند جيرانهم.
إليهم نقول:
كفانا كفانا كفانا:
أقوال لا تسمن ولا تغني
من جوع.
نعم إن السماء لا تمطر
ذهبا ولا فضة.
كفانا كفانا:
مواعظ ونصائح تبث فينا روح التواكل(عدم الأخذ بالأسباب)وليس التوكل
(الأخذ بالأسباب)فتكون
بمثابة المخدر للهمم ونشر الكسل والتكاسل عن العمل،
فهي تخرج من أفواه تقولها ولا تعيها ولا تعمل بها.
إننا في وضع أحوج ما نكون فيه إلى الأفعال لا الأقوال.
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ألم يقرؤوا قوله تعالى(كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
كفاهم الظهور بمظهر ناسك متعبد،لابس لباس الواعظ.
فمشى في الأرض يهدي
ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله
إله العابدينا
يا عباد الله توبوا
فهو كهف التائبينا
وازهدوا في(الدنيا)
ان العيش عيش الزاهدينا
تمعنوا جيدا ما أمامكم الناس حيارى سكارى وما
هم بسكارى،ننام كورونا نفيق كورونا،شغلنا الشاغل كورونا،أفيقوا وعوا ما يدور حولكم،فقد تغيرت الأحوال وتلاشت الآمال،فأصبح الوضع لا يطاق،فقر جهل مرض يعم،حيتان أكلت كل أخضر ويابس،بلا رحمة ولا شفقة،وغالبية الناس أرجلها بالفلقة.
تمعنوا قوله سبحانه وتعالى (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم وبه نستعين.