كتب: محمد عبدالكريم الزيود
يوم حزين على السلط وعلى قراها، ويلكم إنه آذار الذي كلّل جبال السلط بالنصر يوم كانت مدافع الكتيبة السادسة من مرتفعات الصبيحي وعيرا ويرقا تدّك حشود اليهود يوم الكرامة.. جعلتموه اليوم ذكرى أليمة على قلوبنا..
نغضب للسلط ولكل الأبرياء الذين ماتوا نتيجة الإهمال اليوم.. نقص الأكسجين لم يكن اليوم فقط، فنحن منذ سنوات يثقل كاهلنا ورقابنا منظومة الفساد والترهل وتقطع عنا التنفس... فخطأ اليوم ليس وليد لحظة وإنما هو تراكم الضعف في جهاز الإدارة العامة وتنصيب الضعفاء والمهزوزين والمرتجفين، وصعود أصحاب الواسطة للمناصب، غير آبهين للمحاسبة أو حتى غياب كامل لمعيار الإنجاز.
يغضب الملك للسلط، ويدخل المستشفى وأصحاب الربطات يختبئون، ولا يجد الملك إلا العسكر والأمن من يستقبله.. جماهير الناس الغاضبة إستقبلت الملك بالهتافات رغم دموعهم لأنهم يعرفون أنه وحده من يملك القرار والحل، وأنه أول الواصلين ليستمع لشكواهم ويمسح دمعهم وحزنهم الجلل.
في السلط شاهدنا مسؤولين الحكومة كيف فكوا لوحات سيارتهم الحمراء ليختبئوا وهم يفرّون من غضب الناس، هؤلاء هم أول من يترك السفينة وقت الغرق بعدما أشبعوها بالفئران ونهبوا خيرها.. هؤلاء الذين رأيناهم يضربون بالأحذية هم المعتاشين على وجعنا، الصاعدين على ظهورنا، المتاجرين بدّمنا وصحتنا.
نغضب للسلط ونغضب للملك أن الله أورث لنا فئة يحطمون كل ما بناه الآباء والأجداد في مئوية الدولة، ولا يفتخر الأردنيون اليوم إلا بمؤسسة الجيش التي بنوها وتؤتي ثمارها اليوم، وقد شاهدنا أفراد الدفاع الدفاع المدني وهم يركضون ويحملون إسطوانات الأكسجين على أكتافهم وقللوا بعد فضلهم وفضل الله من تزايد حالات الوفاة.
غضبنا وغضب الملك يجب أن يترجم لمحاسبة المقصرين ومحاكمتهم أمام القضاء، وآن الآوان أن نرى " رؤوسا تتدحرج.." عاثت ببلدنا الفساد والترهل والتقصير، وآن الآوان أن يتم المراجعة والتصحيح فالأردنيون كانوا في المنطقة والإقليم مثالا وروادا في التعليم والصحة والإدارة العامة.
ورحم الله شهداء السلط والوطن