بقلم د. رزان العمد
ما شهدناه في الأيام الماضيه لم يكن فعلياً ما نحتاجه في هذا الوقت العصيب الذي يمرُّ فيه الوطن بين نيرانِ جائحةٍ استشرست واقتصادٍ تهالك من حظرِ العام الماضي ولم يسترد عافيتَه بعد لتُوجه له صفعة اخرى تهزُّ قواه مجدداً .
ما كان الوطن بحاجته في هذا الوقت هو وجود حكومة قادره على رأب فجوة الثقة بينها وبين شعب لم يعد يثق حتى في أبسط قرارات حكومته، حكومة تُشعرُ مواطنيها بأنها منهم ومعهم في مركبٍ واحدةٍ، محاولة تجديدَ عهدٍ كاد أن ينفذ من صلات رحمِ شعب مع حكوماتهم .
لكن ما حدث كان عكسياً تماماً فهذه الحكومه منذ نيلها الثقة من مجلس النواب لم تفعل اي شيء او تأخذ اي قرار يبشر مواطنيها بأنها قادمة لإحداث التغيير المنشود .
وما صدر من الحكومة والاستقالات والتعينات ما كانت الا مسماراً جديداً يطرقُ في نعش الثقة فلم تكن التعديلات في وقت مناسب ولا لسبب مقنع وما زاد الطين بلة هو الاسماء الجديده التي طرحت ليشعر المواطن من جديد انه خارج نطاق حكومته فهي في وادٍ تغني وهو بين جوع وفقر في وادٍ اخر ينازع .
لم يكن الوقت مناسباً ابداً لاستعراض عضلات بعض الوزراء فالوطن اثمن من حقيبة وزاريه .
ما حدث ادخل الشعب في متاهة بين التنظير والواقع ليخلصوا الى نتيجةٍ بأن التنظيرَ اذا لم يرتبط بالفعل والعمل الجاد مع الحرص على مصلحة الوطن والمواطن يغدو فقط كفقاعةٍ عابرة تحدث اثراً لحظياً ثم تختفي.
فليس كل من تغنى بالوطن مواطن صالح، فعندما تعلو المصالح الفرديه على مصلحة الجماعة في موقع مسؤولية ان دل ّ على شيء فإنما يدلُّ على فشلٍ في شخص المسؤول.
الأردن الان يواجه اكثر ايام الوباء ايلاماً وفتكاً وهناك توصيات من لجنة الاوبئه تكاد تكون قاسيه ومجحفه في حق مواطن لا يجد لقمة عيشه الا من عمل يومي بسيط ، قرارات قد تُسطّر بداية النهاية للكثير من المواطنين البسطاء والمعدومين.
لذلك فإن الاولى من تعديلات وزارية ستثقل كاهلَ وطن متهالك برواتب تقاعدية اضافيه كان الاولى والاجدر وضع سياسات قادرة على حماية المواطن صحياً واقتصادياً ونفسياً .
مع عمل مكثف للدبلوماسية الخارجيه للتعاون مع دول نجحت في التوفيق بين الصحه والاقتصاد دون الحاجة للتضحيه بأحداهما.
اذا ما يحتاجه الوطن اليوم هو حكومات وطنيه تجمع بين مواصفات المواطنه الصالحه والقيادة الرشيده بهذا فقط سيتخطى الوطن منعطف هذه الأزمة.