كان من الواضح منذ سقوط نظام الأسد على وجهه في لعبة الكيماوي، ان موسكو لم تعد قادرة على مبادلة دمشق بجزيرة القرم او بشرق اوكرانيا، ثم جاء القصف الاسرائيلي فبّدل الكثير، وتبعه التحالف ضد الارهاب من الاردن هذه المرّة فاستمر في قطع الطريق من طهران عبر العراق وسوريا ولبنان، وصار من الواضح ان روسيا لم تعد سيدة اللعبة، وأنها لا تستطيع الاستمرار في فرض ايران على منطقة لم تخضع في كل تاريخها لطائفة ما، ولنظام حكم ديني على رأسه وليٌ فقيهٌ، يملك عصمة القرار.
تدخل التحالف أمس بطرد وحدات النظام السوري من الحدود السورية-العراقية، هو قرار لا تستطيع روسيا مواجهته، ومن المؤكد ان بقاء الحدود السورية-العراقية مفتوحة للنفوذ الايراني اصبح من الماضي، كما أن ادارة العراق بميليشيات الحشد الشعبي، وجيش القدس لها حدود.. فهناك شيء برز مؤخراً اسمه الشيعة العرب، وأن النظام بعد طرد داعش لن يكون معادياً لايران، ولكنه لن يكون ذنباً له، وان الميليشيات التي تنوب عن النظام في الامساك بحكم الطائفة، لن تجد الطريق من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء مفتوحاً.
قد تكون رئاسة ترمب غير مقنعة للصحافة الاميركية التي تقاطعه، فقاطعها، ولكنها رئاسة تملك قراراً في حجم الولايات المتحدة.
تريد روسيا الانفراد بحكم دمشق، لها ذلك اذا كانت مستعدة لدفع الثمن، لكن روسيا غير مسموح لها بتقديم خدمات لنظام الولي الفقيه، على حساب العالم العربي في آسيا، فهذا النظام فشل في حربه على العراق، وقبل تجرع السم في قبوله لقرارات مجلس الأمن، وأصبح المال بديلاً يشتري فيه أنظمة وميليشيات مذهبية، وسياسة أميركية لم تكن معنية بالدخول في حروب طائفية!!.
هجوم التحالف الجوي على وحدات النظام وأحلافه أمس له معناه، ويجب وقف عملية فتح الحدود من طهران الى بيروت!..
الرأي