بقلم: نور الدويري
سأخصص هذه الإضاءة حول مقابلة ولي العهد مساء اليوم عن ما أثير حول وضع الإقتصاد والمواطن، لأن الحقيقة المؤلمة تقول أن الضنك ضرب كل نواصي عواطفنا وأسلوب حياتنا في محاولة مني لتفكيك ردود ولي العهد وقراءة رسائله الموجهة لنا كشعب صابر يزم الحجر على بطنه.
أولا: الفرص المقصودة والمطلوبة
دعا سموه إلى دعم وتعزيز الإقتصاد مؤكدا ومعترفا أننا مررنا بعدة أخطاء كادت أن تدفع بالوطن لعواقب وخيمة، كما تحدث عن المعوقات والأزمات الفجائية التي عاشها الوطن من حرب العراق للأزمة السورية وصولا لأزمة كورونا وأن مر عليهم بعجالة لكن أمثلة سموه بالتأكيد تحمل إشارات ضمنية تؤكد أن العقود الثلاثة الأخيرة شكلت سلسلة صعوبات طوقت عنق الوطن وزادت همه وراكمت كرة الثلج التي نركض خلفها منذ عقود .
أن دعوته للدولة بالاسم وعدم قول الحكومة في إجابته عن كيفية دعم الإقتصاد الوطني لتنظر في تغير نهجها للتعامل مع الملفات الحساسة تؤكد أن العملية الإصلاحية الإقتصادية لا تعنى فقط بالحكومة وإنما بالسلطات الثلاث وأجهزة الدولة فهو يشير إلى ضرورة تحديد هدف واضح ثابت لا يتغير حسب الشخوص بمعنى أن تتوقف الحكومات المتغيرة عن تبني خطة شخص لفترة محددة ثم تموت على مكتب الشخص الجديد !.
دعا سموه إلى مأسسة العمل والتي يجب أن نركز فيها على إنضباط الأداء وفقا لمعايير ثابتة تُعنى بمصلحة المواطن أولا حتى ينهض الوطن فلا تتغير ببساطة وكأنه يعلن عن ضرورة فتح حوار وطني عميق على كافة المستويات، مؤكدا بعمق تصريحه الشاب أنه لا يجب الإعتماد على أيديولوجية شخوص أو عملية رِهان مؤقتة على أسماء أو مشاريع محددة إنما يجب أن ندرس الأزمة الداخلية بتوزيعات التنوع الإجتماعي وتوزيعهم على المحافظات وحاجات كل محافظة ، مشددا على أهمية الوقت في دلالة لعمق الأزمة التي تحيط بالوطن داخليا وخارجيا.
ثانيا : شكل المستقبل والتفاؤل
تحدث عن شكل المستقبل بإيجابية ربما تكون مفرطة إذا ما نظرنا للشدة الإقتصادية التي نعيشها والتي لازالت تعتمد على المساعدات فيما لايزال ملف تعديل التشريعات الإستثمارية وفتح ملفات مشاريع إقتصادية مهمة كالطاقة المتجددة في خانة ( انداري عن حظ هالوطن).
فتحدث عن الإنتاجية والكفاءة وتحدث عن أهمية المورد البشري الفتي في الأردن والغذاء السياحي المهدور بلا حزم تنافسية حقيقة تروج لصورة الوطن وتدفع بالسائح أن يضع الأردن ضمن خطة زياراته.
تفاءل سموه بالمستقبل كثيرا وهذا بحد ذاته يوجهنا لقراءة ماهية الإنتاجية التي نبحث عنها كاردنيين واعين نريد ان نكون جزءاً من الحل وما هو شكل الكفاءات الذي يجب ان نقدمه كأمة لوطن عظيم مثل الأردن؟
الحقيقة تقول إن موردنا البشري يشكل سيفا ذا حدين بيد الدولة الأردنية وان توجيه الدولة هو المقطع الذي سيشق السيف فيه طريقه في معركة الحياة ولأن الجميع ينادي بدولة المؤسسات وسيادة القانون وجب بالضرورة التأكيد على تذليل كل ما يؤدي لتقليص دور الإنتاجية والتي يجب أن تبدأ بمراجعة ملحة للتشريعات وتكاتف السلطات الثلاث ووضع أي خلاف على قارعة طريق الهدنة لنصنع مستقبل يليق بالوطن الجميل، ولا أمانع بالمطلق من تدخل الدولة بكل أجهزتها وان دعا الملك في وقت سابق لفصل مهني فهو لم يدعو بالنهاية لفصل تام بالمطلق فالدور الرقابي والامني حاجة ملحة وهذا كله يحتاج الى ان نكون واعيين لاحداثيات القاع الذي نعيش فيه وضعف دخل الفرد المادي والمعنوي في وطن يملك امكانيات للعيش رغم كل ما يحاول البعض من اقناعنا فيه اننا دولة فقيرة.
ولأن أصلا الظهر الإستراتيجي للأردن اليوم بات مكشوفا وهذا يشكل عبئا إضافياً لكل فرد واعي ولكل طرف في الدولة أن يستوعب حجم الدعم السياسي الخارجي والتحالفات التي يجب أن نوجدها لتقوية دور الأردن، كما نحتاج إلى إعادة ضبط الوضع الداخلي والذي لن يحقق للدولة أي مراد ولن ينهض بالوطن ما لم ينظر الجميع إلى العنصر الإقتصادي لتذلل كل ما يجب لإعادة توريد أنساق إجتماعية واعية نظرا لمثلث خطير يعيشه الشباب الأردني وهو (الإحباط، البيئة، الخطاب التربوي) وذلك من أجل الدفع بالمسؤولية الوطنية والتأكيد على أهمية الهوية الوطنية التي تلزم بالضرورة بناءً فكريا جديد والذي لن يتم بدون توفير لقمة عيش كريمة مع توازن في الفرص تعطي الجيل الجديد حقه فلا ينازع لأجل فرصة يستحقها.
ثالثا: الوقت يقطع أفكارنا
أفضى سموه أن الصبر يضيق بنا وهذا تلميح مباشر أن الحالة الوطنية لم تعد تحتمل التجارب والإحتمالات.