انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

العصر ليس لهم ..

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/15 الساعة 01:17
حجم الخط

محمد كعوش

عادت حلب الى حلب ، عادت الشهباء الى حضن الوطن الأكبر..سوريا ، محزونة مجروحة موجوعة علّها تجد سلامها وسلامتها .

في سوريا ، سقط الأرهابيون الذين يمارسون الانتقام ، ويحلمون بالجنة !! وانتهى مشروع التقسيم، كما انتهى مشروع العالقين في الماضي، الذين يحاولون القفز على السلطة باسم المقدس، واقامة انظمة خاصة بهم ، في اكثر من بلد عربي ، عبر خطاب سياسي فقير ، ومن خلال استغلال فشل بعض الأنظمة السياسية في تحقيق العدالة ، وتدهور الأوضاع الأقتصادية ، وانتشار البطالة في أحزمة الفقر والعشوائيات حيث يعيش المحرومون .

وفي مصر سقطت الفتنة الطائفية . أما هم وأعني الأرهابيين ، ومعهم رعاة ودعاة الارهاب ، ظلوا يتجولون في العتمة ، يتسللون الى الزوايا المظلمة ، يقتلون جنديا ، أو شرطيا ، أو يزرعون لغما ، أو يفجرون سيارة في سوق شعبي ، يقتلون الأبرياء من اطفال ونساء في عمليات جبانة مدانة ، كما حدث في الكنيسة البطرسية بالقاهرة ، بهدف نشر الذعر والفوضى والفتنة الطائفية . لذلك كتبوا نهايتهم بانفسهم ، بعدما خسروا حروبهم ، وفقدوا أي تأييد وتعاطف ، حتى في بيئتهم الحاضنة .

حاولوا التوسع والتمدد على مساحة الوطن العربي ، فوجدوا عقلهم المفكر والمخطط في مصر ، أما جسدهم ففي سوريا ، والمرجعية واحدة ، والداعم الممول معروف مكشوف ، فالكل يعرف من يمول ويسلح ويدرب ويحشد ويحرض ، كما يعرف من يفتح حدوده أمام المسلحين المجندين المضللين الحاقدين ، للتسلل الى مواقعهم وخنادقهم في كل البلاد العربية المشمولة بالمشروع المشبوه ، لممارسة العنف والقتل ونشر الفوضى ، وبالتالي تفكيك الدول واسقاط الأنظمة وتقسيم البلاد على قاعدة طائفية وعرقية ، وهو المشروع الذي اشار اليه الرئيس الأميركي المنتخب رونالد ترامب صراحة .

نزفت مصر دما ، وحزنت على ضحاياها ، ونزفت سوريا ، وما تزال تنزف ، ولكن القاهرة ليست قرطبة ، فهي الباقية بنظامها ونيلها وتاريخها وحضارتها وهويتها العربية ، كذلك دمشق ليست غرناطة ، فهي العاصمة الأموية العربية الباقية بتاريخها الذي يحاكي الزمن ، ولكن مشروع الشر سيسقط فكرة وجسدا . وقد تكون حلب هي بداية النشيد النهضوي الجديد .

أما دعاة ورعاة الأرهاب ، نراهم على شاشات الفضائيات كل يوم ، وفي كل لحظة ، عندما يحشر الأرهاب ، يطالبون بهدنة ( انسانية ) أو وقف القتال ، من أجل منح المنظمات المتشددة فرصة اعادة الانتشار ، ووصول التعزيزات اليهم في مواقعهم . كل ذلك يحدث تحت عنوان محاربة الارهاب ، أو الزعم بالقضاء على داعش ، كما جاء في جلسة مجلس الأمن الأخيرة ، حيث تحول الاجتماع الى " محكمة اخلاقية " !!

هؤلاء ، الذين يدعمون الارهابيين ، كانوا مشغولين طوال السنوات الخمس ، بتجنيد وتدريب وتسليح وتعبئة رجال المنظمات المتشددة الارهابية ، ولم يسبق لهم أن أطلوا علينا ليطلبوا وقف القتال، وحل المشكلة بالحوار والطرق السياسية والدبلوماسية ، أو الدعوة لفرض وقف شلال الدم ، وانهاء معاناة المدنيين في كل ساحات القتال العربي وميادين التدمير الذاتي ، بل كانت مهمتهم عرقلة كل الحلول السياسية السلمية .

الحقيقة ، لا استطيع التصور كيف ستكون احوال الأمة ، لو نجح المتطرفون في مشروعهم ، وقفزوا الى مواقع السلطة في اكثر من بلد عربي ، مع اصرارهم على الانتقام ورفض الآخر، والتسلح بهذا الكم من الوحشية والتخلف ، وعدم وجود مشروع عصري لادارة الحكم ؟!

لكل ذلك كانت الهزيمة الحتمية قدرهم ، في مصر وسوريا وكل موقع ، حتى لو وقف كل الغرب معهم ، لأنهم عالقون في الماضي ، ينظرون الى الخلف ، يتعثرون في مسيرتهم ، لأنهم لا ينظرون الى الأمام ، ولا ينتمون الى العصر ، ونأمل أن تكون حلب هي البداية ، وهي الفاصل بين تاريخين .

المصدر: الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/15 الساعة 01:17