بقلم مأمون التميمي
كنت عام 1998 في إيطاليا للمشاركة مؤتمر ثقافي "مهرجان للشعراء والادباء والفنانين" .
اتذكر ونحن في اخر ايام المهرجان كنت اجلس في احدى صالات الفندق انا وبعض اعضاء الوفد العرب وكان من بينهم شخص اسمه ع.ح وكان يعمل في احدى المؤسسات الرسمية الاردنية، فاذا به يقول: ان اكبر كذبة كذبها العرب في التاريخ لما زوروا التاريخ وادعوا انه يوجد شيء اسمه حضارة عربية اسلامية وان تعداد الجيش الاسلامي في الحروب 20 الف ويستطيع ان ينتصر على 200 الف من الروم والفرس وانهم هزموا التتر وهزموا الصليبيين باعداد بسيطة وصنعوا ابطال تاريخيين وهميين.
واضاف وانا اتحدى اي شخص يثبت لي باي دليل انه كان في التاريخ شيء اسمه حضارة عربية اسلامية؟
فقلت له وانا متعجب مما اسمع خاصة وان ما تنفيه أثبته الأعداء في كتبهم قبل الاصدقاء، وما رايك بحضارة الاندلس؟
لم يعجبه الجواب، وقال هاي كذبة اخترعوها واحنا صدقناها!
فرددت عليه ولكن اثار هذه الحضارة لا زال قائما واثارها موجودة والاسبان أنفسهم يفتخرون بها ويحافظون عليها وينسبونها لأصحابها فقال: شو يعني اشوية ابنية وقصور لناس متخلفين نشروا التخلف حيثما حلوا؟
ولا اخفي ان جوابه الذي ينم عن جهل مطبق استفزني حتى اخرجني عن طوري وقلت له ولكن هذه القصور وزخرفتها لم تات من فراغ بل جاءت من علوم وعلماء ومهندسين وفنانين وهؤلاء ان وجدوا في اي حضارة يجب ان يكون لهم ما يكملهم من علماء من شتى التخصصات .
فتدخل صديقي الايطالي بعد ان طلب ترجمة ما يدور بيننا من حديث فلما عرف ما يقول ع.ح استغرب وقال نحن في هذه المنطقة من جنوب ايطاليا حكمنا المسلمون مائتين سنة وعلمونا النظافة ونشروا في احيائنا الحمامات وعلمونا عاداتهم الاجتماعية الجميلة جدا التي لا زال الكثيرون يتمسكون بها.
أما عن انتصارات المسلمين فالحسبة بسيطة لاثبت لك عن هذه الانتصارات من كتب التاريخ عبر الاستقراء فالمسلمون يوم فتحوا مكة في عهد الرسول صل الله عليه وسلم كان عددهم 10 الاف وبعد ذلك الفتح الذي حصل بعد 8 سنوات من هجرة الرسول صل الله عليه وسلم وقبل ان تفتح اليمن لان اليمن كانت تحت حكم الفرس وقاتلت مع الفرس اصبح عدد المقاتلون المسلمون في كل الجزيرة العربية بعد 5 سنوات من ذلك الفتح اي في سنة 13 للهجرة من كل القبائل لا يتجاوزن ال50 الف , ولقد قسم هؤلاء المقاتلين الى قسمين قسم ارسل لاخراج اكبر امبراطورية في التاريخ وهي الامبراطورية الرومانية التي كانت تحكم بلاد الشام ومصر وشمال افريقيا وكل اوروبا وجيش ارسل لقتال الفرس الذين يحكمون النصف الاخر من الارض وكل هذا حدث في نفس الوقت.
ولم يقل المسلمين انه يجب علينا اولا ان نضمن النصر على احد الطرفين لنقاتل الاخر وهذا دليل الايمان المطلق بنصر الله لهم.
اما ان كنت تشكك ان المسلمين لم يخوضوا تلك المعارك ولم ينتصروا فيها فاسال نفسك كيف دخل الاسلام اذن الى بلاد الشام ومصر وبلاد فارس وبلاد ما بين النهرين واليمن وشمال افريقيا واواسط اسيا وكل هذه الفتوحات في اقل من 20 سنة.
اردت ان اسرد هذه القصة وأنا استذكر الابواق التي تشيع الاشاعات والتخريب الفكري ضد الاسلام وتاريخه وحضارته هم عباره عن أناس جهلاء.