انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

الحياة مقابل لقمة العيش

مدار الساعة,مقالات,الضفة الغربية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/05 الساعة 13:39
حجم الخط


الكاتب: كمال زكارنة
يخاطر العمال الفلسطينيون الذين يعملون داخل الوطن المحتل عام 1948 بارواحهم وحياتهم من اجل الحصول على لقمة العيش، وفي كل صباح يتوجه آلاف الرجال الى هناك منهم من يرتبط بعمل دائم ومنهم من يبحث عن فرصة عمل قد يجدها وقد لا يجدها، ومنهم من يصل الى مكان العمل او ساحة البحث عن العمل، ومنهم من لا يتمكن من الوصول فيعود ادراجه الى بيته،ومنهم من يلقى القبض عليه ويسجن، والاسوأ حظا لا يعود ابدا.

الظروف التي تحيط بالعمالة الفلسطينية في الداخل المحتل، تصلح ان تكون مادة جيدة لانتاج فلم وثائقي مليء بالمغامرات والمفاجئات والاحداث الدراماتيكية والتراجيدية.

كيف يصل العامل الفلسطيني الى داخل الخط الاخضرالمحتل، هناك عدة اساليب وطرق ووسائل يستخدمها العمال الفلسطينيون المضطرون للبحث عن لقمة العيش وتأمينها لاسرهم، اولها الحصول على تصاريح عمل رسمية من سلطات الاحتلال وهذه الطريقة الاقضل والاكثر امنا وامانا بالنسبة لهم، ومنهم من يجتاح السهول والوديان والجبال للوصول معرّضين انفسهم لخطر الاعتقال في احسن الاحوال او الموت في اسوأ الظروف، والافضل حظا من اولئك المخاطرين بارواحهم، الذين يبحثون عن فتحات او ثقوب في جدار الفصل العنصري الذي يفصل بين الضفة الغربية وشمال فلسطين، فاذا عثروا عليها تراهم ينسلون منها بالمئات واحد تلو الاخر رغم ضيقها وخطورة عبورها، ويتسابقون الى الحافلات التي تنتظرهم لنقلهم الى الداخل المحتل، بعد ان اكتشف سائقوها الباحثون ايضا عن المال، وجود العمال الفلسطينيين في تلك الاماكن وهم بأمسّ الحاجة لوسائط نقل تقلهم الى حيث يتمكنوا من الظفر بفرصة عمل.
هؤلاء العمال ومعظمهم من الشباب، لا يتمتعون بأية حقوق عمالية او رعاية من اي نوع، فلا شروط متوفرة للسلامة العامة في العمل ولا علاج لمن يصب اثناء العمل ولا تعويض لمن يفقد حياته وهو على رأس عمله لاي سبب كان.

مخاطر عديدة تنتظر العامل الفلسطيني فور خروجه من بيته قاصدا رزقه باحثا عن عمل يؤمن له قوت يومه هو واسرته، وهذا الالم يتكرر يوميا، لكن كل هذه الجراح لا تعادل الاذلال الذي يتعرض له العمال على بوابات العبور من الضفة الغربية الى داخل الخط الاخضر عندما يفتحها جنود الاحتلال في وجه العمالة الفلسطينية.

معاناة وآلام نفسية ومعنوية لا تطاق ولا تحتمل اذا فتحت الممرات والبوابات الحديدية والاسمنتية، وخطر الاعتقال اوالموت اذا اغلقت، والجوع والعوز اذا حاول العامل تجنب كل ذلك.

من يتحمل المسؤولية الادبية والاخلاقية والحقوق الانسانية تجاه هؤلاء العمال،ومن يلزم الاحتلال بتأمين حياتهم ذهابا وايابا واثناء العمل،ومن المسؤول عن تأمين الدخل الكافي لهم اذا قرروا عدم البحث عن العمل في مناطق الـ48 المحتلة..المسؤولية بلا شك فلسطينية عربية دولية،لان الاحتلال خارج اطار القوانين الدولية وحقوق الانسان ومتمرد عليها قبل ان تصدر.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/05 الساعة 13:39