هدى زعاترة تكتب: يحكى ان اميرة تزوجت رجل فأنجبتني
مدار الساعة - كتبت: هدى زعاترة
في حب الام والاب، قال تعالى " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" صدق الله العظيم، وانا اليوم وفي هذا المقال اخترت ان اتحدث عن احدى نعم الله علي، سأتحدث عن أميرة تزوجت رجل فأنجبتني وعن ذلك الشخص الذي لن يكفي اي حديث عن وصفه... اخترت ان اتحدث بكل فخر عن اعظم نعمة رزقني بها الله، عن ابي وامي اللذان لا يوجد اي حديث ولا كلمة ولا سطور ولو اجتمعت كل لغات العالم لن تصفهم ولن توفيهم حقهم.
يقول المثل " كل فتاة بأبيها معجبة فماذا عن أبي...؟
اما عن أبي" فلا اقتباس ينصفه، ولا نص يكفي للحديث عنه، هو الفضل، هو الخير، هو الكل... أبي وصديقي والداعم الاول لي فكلما تقدمت خطوة نحو الحياة أرى في عينيه فرحة أعتبرها قصة نجاح ثانية لي، اعلم ان ابي لم يقدم لي كل شيء لكنه قدم كل ما يملك مقابل سعادتي، فهو الذي لو طلبت منه نجمة عاد حاملا لي السماء، فكلما رأيت الشيب في رأسه أعي كم انهكته الحياة أعي كم هو بطل.. بطل حقيقي، هو الشخص الذي اختبئ خلفه ان كنت خائفة وهو الشخص الذي لا يسمح لدموعي ان تذرف، هو الوحيد على وجه هذه الكرة الأرضية الذي يستحق ان اطلق عليه كلمة سندي.
ابي رجل مذهل، يستطيع فعل اي شيء، اعتبرته بطلي منذ الصغر، لم يكن ابا وحسب أخ وصديق وكل شيء، أدمه لي يا الله، يارب هو أبي وحبيبي اللهم لا تحني له ظهراً ولا تعظم عليه امرا يارب اسعد قلبه واطل في عمره وابعد عنه كل أذى.
لم أعشق من جنس آدم سوى رجل صب عرق جبينه من أجل تربيتي وأسعادي، ويبقى ابي الرجل الوحيد الذي يدافع عني في غيابي ويحارب من أجلي، وإن مضيت فقولو.. "لم تكن بطلة... لكنها كانت ابنة رجل عظيم".
اما عن امي كيف يكون ابي القلب ولا تكوني هي الوتين المتصل به ... كيف لحبي لها الا يزيد كل يوم؟ فأبتسامتها تضيء حياتي منذ خمسة وعشرون عاماً من الحب.. امي وصديقتي من اجدها بجانبي تمسح دموعي في كل مرة تصفعني بها الحياة، كيف لا احبها وهي اليد التي تمد لي في كل مرة اقع بها..؟ فاللذي انا عليه الآن والى اي مكان سأصل اليه هو بفضل امي، امي التي تسقينا الحنان تطعمنا الحب تحبني وتتحملني في كل حالاتي " غاضبة، سعيدة، حزينة، مريضة"
هي اميرتي هي الحب هي البركة، يارب لا حياة دون انفاس امي اطل في عمرها.
فأن وجدتم بي من الخير فلا تشكروني بل إدعو لمن ربياني، فوالله لا يوجد بي من خير الا بسبب والداي، هم من علماني حب الناس ومقابلة الاساءة بالاحسان، هم من علماني الكثير، وان رأيتم بي اساءة فلا علاقة لهما بها فأنا من زللت فلكل جواد كبوة.
ففي كل مرة سيسألني احدهم.. الى اين تريدين الوصول؟
سأجيب.. الى أعلى قمة يستحقها والداي، الى افضل سمعة يكسبها اسمهما، والى كل شيء عظيم كعظمتهما، فكل نجاح لي سأقدمه هدية لهما.
اسأل الله ان يعينني وأخوتي على برهم وان يطل الله في عمرهما وان يرزقهما الصحة والعافية، ولن ننسى ان نترحم على كل اب وام توفوا وان ندعو بالشفاء العاجل لكل مريض منهم، واطال الله في عمر كل الآباء والامهات وان لا يذيقنا الله مرارة الفقد فلا حياة من بعدهم.
