تواصلت قبل ايام مع طبيب اردني مقيم في امريكا، وسالته عن اللقاح وما يثار من جدل في الاعلام والاوساط الطبية والصحية حول ذلك. وقال لي ما ملخصه دون تعقيد : ليس من المهم الانشغال على هوية اللقاح امريكي او روسي او صيني، فالتجربة برهنت على ان جميع اللقاحات على اختلاف مصادر انتاجها حتى الان اثبتت نجاعتها وجدواها الطبية.
واكد على اهمية الحصول على اللقاح، ودون الانشغال بتفاصيل ليست مهمة، وليس من مصلحة المواطن العادي الانشغال بها. وقال لي مؤكدا على ان هناك مرجعيات طبية وعلمية في العالم لا تغامر وتقامر في القرار الطبي، وهذه المرجعيات موثوقة، ومن المستحيل ان تراهن او تتخذ قرارا طبيا لمصلحة سياسية او اقتصادية.
وتوقف في حديثه عند مسالة تقدم البحث العلمي، وان بحث العلماء لا يتوقف في المختبرات والاكاديميات ومراكز الابحاث. وفي العقل العلمي الحديث النظريات لا توضع في الثلاجات ولا «تفرزن» ، وانما هي قيد الدراسة والتجريب واطارها ثوري لا يؤمن بالثابت واليقين المسلم به.
نصحني بان انقل للناس ضرورة واهمية اخذ اللقاح، وعدم الالتفات الى سجالات عامة تطرق موضوع اللقاح دون المام ووعي كاف به. وتطرق لملاحظة هامة تقول ان هوية اللقاح ليست مهمة بتاتا، وكل اللقاحات تتساوى في النجاعة. واكد على ان الفقراء وقليلي المناعة هم اشد الناس حاجة لاخذ اللقاح.
دول العالم تسارع وتتسابق في انتاج اللقاح واخذه. وبريطانيا وامريكا والمانيا كانت السباقة. وقد يكون بحسب رايه اللقاح اجباريا في العالم، وبمثابة جواز سفر طبي وحسن سيرة وسلوك طبية، فمن ياخذ اللقاح يستطيع العبور والسفر برا وبحرا وجوا، وتصير المحال والمطاعم تعتمد شهادة التطعيم الورقية والالكترونية لدخول المواطنين، وتكون شهادة حياة جديدة.
وبقدر ما نفكر بقسوة ومرارة وقلق وخوف مضاعف من اثار كورونا، فان اللقاح سيكون هو سبيل النجاة والخروج من محنة كورونا القاسية. الحل باللقاح، وهذا ليس كلامي ورايا شخصيا انما وجهة نظر لعلماء واطباء.
اللقاحات آمنة طبيا، وتوفيرها لشعوب العالم الفقير قبل الغني هو الخلاص الطبي والانساني الوحيد من ازمة كورونا. قبل ايام وزارة الصحة ومركز الازمات اطلقوا منصات لتسجيل الراغبين باخذ اللقاح، والدعوة جاءت اختيارية، ولكن بحسب ما ابغلني الطبيب الاردني المغترب، فاكد لي ان اسدي النصح للجميع بان يسجلوا وياخذوا المطعوم.
الدستور