انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

رزان العمد تكتب: أصحاب نظريات المؤامرة يهددون البشرية

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتبت: د. رزان العمد

ما مرّ بالعالم من أحداثٍ متلاحقةٍ هذا العام، جعلني أفكر ملياً بطريقة تفكير الشعوب ودورها في تأثرهم بالأحداث الجارية ومدى شدة وتأثير طرق تفكيرهم عليهم وعلى ردات أفعالهم، ليستوقفني كثير من الدول التي يكثر فيها المنادون والمؤمنون بنظريات المؤامرة، هؤلاء الأشخاص الذين لا يؤمنون بشيء سوى أن كل الأحداث مخطط لها لسبب ما، وعلى الاغلب ما هي إلا كذبة لتمرير صفقة كبيرة او مشروع مستعصٍ.

هذا أمر لا يمكنني شخصياً نكرانه أو تجاهله تماماً ، ولكن تساهل العالم لفرضيات هؤلاء الأشخاص جرّ العالم إلى العديد من المشاكل التي نواجهها اليوم خصوصاً في محاربة هذا الوباء.

بداية ذهبوا يقولون بأنه مؤامرة ولم ينصتوا للعلم ولم يستمعوا للخبراء وأنكروا وجوده واعتبروه كذبة دولية. الآن خرج العقار للعالم ليخرج هؤلاء مرة أخرى يشككون ويحللون وينظّرون على العالم أجمع بأنه لا يمكن أن يكون هذا العقار صحيحاً! ولكن لا عجب في ذلك! كيف لشعوب أصبحت تتداوى الكترونياً أن تثق بمخرجات العلم والعلماء؟ ما أعنيه هنا هو أنهم أصبحوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للاستفسار عن عرض من أعراض مرضهم وأخذ المشورة من العامة ووصفات العلاج المجربة وغيرها!

لكن؛ ما يدور في رأسي ويقلق تفكيري هل يجب أن نترك العالم ليفسده هؤلاء؟ إلى متى سنبقى نعيش في فقاعة منظري المؤامرة ليفسدوا كل شيء حتى العلم ومنجزاته!

أصحاب نظريات المؤامرة قد يصيبون أحياناً وقد يخطئون أحياناً أخرى ، في علم السياسة وفي عالم السياسة وجودهم مطلوب لرأب كل ثغرة تعجز عنها النظريات الأخرى.

ولكن سؤالي ما هي أثار نظرياتهم تلك في حال انتشار وباء أو جائحة تهدد الوجود البشري؟ هل يعقل أن يُترك العالم لهم وهل يعقل أن نترك أفكارهم تتسلل وتؤثر على سير العملية الوقائية والعلاجية؟

أسئلة كثيرة تدور في عقلي لتضعني في حيرة بين ما أؤمن به من حرية الرأي والتعبير والتفكير وبين الأثر الكارثي لتلك الحرية في التعامل مع خطر حقيقي يهدد الوجود البشري.

مدار الساعة ـ