بقلم: سعد فهد العشوش
في رحلة حياتنا المتعبة رغم التطور التكنولوجي وسهولة التنقل والعيش الا ان الحنين إلى الماضي لا بد أن يعبر إلى ذاكرتنا.
والحنين إلى الماضي لا يعني أننا نريد أن نعيش تلك الظروف الصعبة بكامل تفاصيلها من فقر وعوز وجهل وشقاء.
ولكنه حنين إلى أرواح الناس البسيطة والعشرة الطيبة ... إنه حنين إلى صدق المشاعر ونقاء السريرة ...
انه حنين إلى خبز أمي وتجاعيد وجه أبي الذي انهكته الحياة واتعبه الحزن ...
انه حنين إلى دعوة اختي وحضور اخي وإلى لمة العائلة ليس فيها غائب ولا مفقود ...
انه حنين إلى صباحات العيد وضحكة الأطفال التي لا تساويها الدنيا ولا كنوز الجبال ...
إنه حنين إلى مراجيح الطفولة التي كانت تدور بنا ولا ندري ما يدور حولنا ...
انه حنين إلى قصص الجدات واهازيج الصبايا في عرس أو نجاح ابن الحارة ...
انه الحنين إلى رفاق الصبا وغرفة الصف ورائحة الطبشور وقلم الرصاص ودفتر الرسم وعلبة الألوان ...
انه حنين إلى رائحة الغائبين تحت التراب ...
انه حنين إلى الكرام رغم فقرهم وإلى المتسامحين رغم ظلمهم ...
انه حنين إلى أولئك الطيبين الذين لم يتغيروا علينا حتى لو تغيرت أحوالهم ...
عادة ما نغوص في الماضي ونحن نعلم بأنه لن يعود ولكنه يتجدد في ذاكرتنا رغما عنا.