أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

لِمَ الخوف؟

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - فإن الله ـ تعالى ـ لم يُنزل داء إلا أنزل له دواء ، عرفه من عرفه ، وجهله من جهله ، ومن الملاحظ بقوة في مجتمعاتنا الشرقية أن الناس لا يجدون أي مشكلة في الذهاب إلى الأطباء وشرح أحوالهم أمامهم ، فإذا اقتضى الأمر الذهاب إلى طبيب نفسي ، فإن كثيرين يترددون ألف مرة قبل أن يفكروا في ذلك ، وهذا بسبب الرضوخ للنظرة الاجتماعية الخاطئة لهذا الأمر ، فالعامة يظنون أنه لا يذهب إلى الطبيب النفسي إلا من كان مجنوناً . أو كان على حافة الجنون!.

في المجتمعات المتقدمة والمتعلمة ينظرون إلى الطبيب النفسي على أنه حليف للنجاح وصديق للمزاج ، فالناس هناك يذهبون إليه لعلاج عللهم النفسية من غير أي حرج ، فالإنسان يصاب بالمرض النفسي كما يصاب بالمرض الجسمي ، والله ـ تعالى ـ يبتلي عباده بهذا وذاك ، أما الطبقة العليا في المجتمعات الغربية فإنها تذهب إلى الطبيب النفسي حتى يساعدها على الاستقرار النفسي ، وحتى يرشدها إلى زيارة كفاءتها في العمل والإنجاز .

حين يكون في البيت شخص مصاب باكتئاب شديد ـ مثلاً ـ فإنه يحوِّل حياة الأسرة كلها إلى جحيم ، وسوف نجد أنفسنا عاجزين عن إحصاء الأسر التي تفككت بسبب مرض نفسي لدى الزوج أو الزوجة ، كما سنكون عاجزين عن حصر الصداقات والصلات التي انقطعت بسبب الأمراض النفسية ، قد آن الأوان لتغيير نظرتنا إلى هذا الموضوع على نحو جذري ، وقد يتطلب التغيير تكثيف البرامج التلفازية التي يتحدث فيها الناس عن مشكلاتهم بصريح أسمائهم حتى يدرك الخائفون والواهمون أن وجود المرض النفسي هو شيء طبيعي جداً ، وحتى يدركوا أن العلاج قد يكون مطلوباً من أجل الاستمرار في الوظيفة ومن أجل إسعاد الزوج أو الزوجة ومن أجل حماية الأطفال من مشكلات لا حصر لها . تعالوا لنطرح هذا الموضوع بقوة في المجالس والمنتديات ، وتعالوا لنثير حوله الكثير من النقاشات ، لعلنا نتمكن من كسر عرف اجتماعي خاطئ وضار ومزعج .

مدار الساعة ـ