كتب: د. ذوقان عبيدات
يحتفل المعلمون في الخامس من تشرين الأول بعيدهم، وغالباً ما يقال لهم: قف للمعلم وفه التبجيلا، وأنت صاحب رسالة لا وظيفة، وأنك كنت مسؤولاً عن إنتاج الأطباء والمهندسين والقادة، ويشبعونه كلاماً إنشائياً مستهلكاً لا قيمة له، ولكن ما يلاحظ هذا العام فقد غابت حتى المظاهر الشكلية، فلا إعلام يحتفل، ولا صحافة تكتب، وهذا قد يكون مفهوماً، فليس لدينا إعلام وطني مجتمعي يحس بقضايانا.
فهل سرقت كورونا هذا العام الاهتمام حتى من المعلمين؟ ترى لو كانت نقابة المعلمين حاضرة هل ستنسى أيضاً هذا اليوم العظيم؟ وإنني كمعلم سأحتفل بالعيد على طريقتي، فالمعلمون أولى بأن يكرموا أنفسهم إذا غاب من يكرمهم!! نبهتني المعلمة هبة صبري الناشطة في مجموعة المعلمة رشا الغمري وباركتلي بعيد المعلم، وهكذا فعلت زميلاتهن، إذن: الاحتفال بعيد المعلم اقتصر هذا العام على المعلمين أنفسهم، فلا وزارة ولا إعلام تربوي ولا نقابة شكلية مفروضة بأحكام الدفاع أو غيرها تذكرت أن هناك معلمين وأن هناك عيد، ولا برنامجاً تلفزيونياً صباحياً، ولا إذاعة ولا صحافة.
وبالتأكيد لا نبض البلد سيخفق للمعلمين، ولا صوت المملكة.
لا أطالب طبعاً باحتفالات إنشائية، على أهمية هذه الاحتفالات، لكن لا يعقل أن يمر العيد دون توقف.
في العيد نطالب بتكريم المعلمين أو بالسماح لهم بتكريم أنفسهم وفي العيد أقول إن تكريم المعلمين هو:
- في رفع روحهم المعنوية وبناء احترامهم للذات واتخاذ إجراءات لبناء مكانتهم الاجتماعية.
- في تدريبهم، وتنمية مهاراتهم ليكونوا قادرين على فهم الطلبة وتنظيم تعلمهم عن قرب أوعن بعد.
- في تعزيز احساسهم بأنهم يمارسون مهنة لا وظيفة ولا رسالة، فهم بشر وليسوا ملهمين أو محملين برسالات.
والمهنة فقط هي ما ستجعلهم يشعرون بالاعتزاز بالانتساب إلى التعليم.
ليس معقولاً تجاهل الجميع لعيد المعلم بمن فيهم المجتمع!!
إن إعلام وزارة التربية في وادٍ بعيد، كما أن "النقابة" المؤقتة للمعلمين لم تشعر أنها للمعلمين، ولم تشعرنا أن لها صلة بمعلمينا! فمتى نستفيق؟
ومتى يتحمل كل جهاز مسؤوليته!!
أكرر تهنئة المعلمين في عيدهم، وأشكر المعلمات وحدهن اللواتي يتذكرن العيد!!