كتبت: فلحة بريزات
انفجرت مصيدة نتائج التوجيهي في وجه حكومة الرئيس عمر الرزاز؛ فحرف البوصلة الشعبية باتجاه جابر (المعبر) لا جابر الوزير، وإجراءته الرخوة، لكن التاريخ الأردني الحديث سيحتفظ بحادثة التوجيهي في ذاكرته المتخمة بالأحداث.
في التفاسير السياسية لسيناريوهات توجيهي 2020 أن وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي ظن أن تجسير الهوة الغائرة بين الشعبي والرابع سيكون بكبسولة جديدة اسمها نتائج التوجيهي.
التفاسير ذاتها تغوص بملعقتها في قدر السياسة والمزاج الشعبي فلا تجد شيئا سوى بعض من حساء بطعم الحنظل. "حنظل" ساهم بعلم أو بغيره في تآكل التوجيهي، وفقدان سمعته ليس محلياً بل خارجياً.
وإذا أسقطنا فوارق التفسير ونوايا التبرير في قدرة الإدارة الحكومية على التعامل مع ملفات حيوية بطريقة مستدامة ومتكاملة بعيداً عن الخضوع لمتطلبات بشرية أو فيروسية. فإن النهضة التي أصبحت كاريكاتورا معالجاً ستقودنا لا محالة إلى ربيع مبكر لا قدر الله .
للأسف المعاذير والتبريرات التي ساقها الوزير ليست مقنعة، والإسراف في تبسيط الإنتقادات غير مقنع حتى للطلبة أنفسهم، وإن بدوا في لحظة الفرح مبتهجين، فالفرح موهوم، والقلق محتوم على الرضا بعد أن تخنقهم دموع خيبات الأمل في رحلة البحث عبر أروقة الجامعات عن مسار تعليمي رسموا ملامحه لحظة نطق نتيجة التوجيهي.
وفي ظل التغيير الدراماتيكي الذي طال فلسفة التوجيهي باعتباره من الزوايا الاستراتيجية في مسيرة التعليم، نستخدم حق السؤال، فهل نضجت سياقات الرشد عند اتخاذ هذا القرار؟! وهل أخُضعت هذه النتائج لمحاكاة تظهر حجم الارتدادات مرحلياً على القبول في الجامعات خاصة الطلبة الذين لا حواضن لهم وصولا إلى مستقبل التعليم في الأردن الذي يفترض تجويده لا تقزيمه، وأين تقع مرحلة كورونا السابقة واللاحقة في السياسة العامة لمتطلبات العرض والطلب.
بالنتيجة، ليس خافياً على ذي بصيرة بأن طواحين هواء الوزارة تطحن ببطء ملفات التعليم وأعمدته، ورغم طهارة نوايا البعض، إلا أن هناك ما يدار في السر لينسجم الطحن مع بابور الطحان.
نفرح للطلبة بلا شك فقد اخترقت الشمس شقوق وجعهم، ومع هذا فلولا أن لطف الله كان غالبا، لتغنينا اليوم بالمائة الأوائل بعد أن كانوا العشرة الأوائل، كالعشرة المبشرين في الجنة ونعيمها .
رحم الله من عَبروا على تربيتنا وتعليمنا منذ بدء حكاية الوطن فيسطع نجم (ذوقان الهنداوي) ومن هم بحجمه، اذ ظل عنوانهم العريض أهدافا وطنية ثابتة لا يساومون عليها، حاربوا التحديات ليخلقوا فرصاً، ورفضوا الإملاءات لينبتوا أجيالا حملت رسالة الأمة والعروبة .