انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الشك ينسف الجهود ويفشل الاجراءات

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/18 الساعة 01:07
حجم الخط


الكاتب: كمال زكارنة
التشكيك والالتزام لا يلتقيان،فهما في خطين متوازيين، ولا يمكن ان تكون لها نتيجة ايجابية واحدة، وعندما يسيطر الشك على التفكير وتقييم عمل اي جهة كانت سواء حكومية او فيرها، فان ذلك يتحكم بتوجيه السلوك الفردي والجماعي، ويكون الحكم على كل عكسيا، والفشل هو الحاضر الدائم، كمن يحرث في البحر، او كمن يدفن حصاده بيده.
وباء فيروس الكورونا العالمي الذي يهاجم بعض المواطنين يوميا، في مختلف المدن والمحافظات، يستهدف جميع الاردنيين والمقيمين على امتداد مساحة الوطن، ولا يفرق بين شحص وآخر، وكل انسان على هذه الارض معرض لغزوة كورونية، واستقرار الفيروس في جسده، وتعطيله عن العمل والانتاج وتغييبه عن اعزّ الناس اليه اسرته وعائلته ومحيطه من المحبين والمريدين، وهو ذاته يتحول الى قنبلة مسحوب صاعقها، يمكن ان ينتقل منه الفيروس الى اعداد اخرى من البشر، وهكذا قد تتسع الدائرة لتشمل اعدادا هائلة من الناس المصابين.
الشفافية والمكاشفة واضحة تماما في الافصاح عن عدد الاصابات واماكن توزعها ووجودها وكل ما يتعلق بوباء الكورونا، وحجم الخطورة وتطورها او تراجعها او استقرارها، والاجراءات العلاجية والوقائية المتخذة والخطط المستقبلية للتصدي للوباء.
لم يعد هناك ادنى شك بأن فيروس الكورونا اصبح عدوا ظاهرا للشعب الاردني، مثلما هو للبشرية جمعاء، لانه يعتدي على الشعب الاردني كله وعلى الانسانية عموما، لذلك التصدي له واجب شرعي واخلاقي، والتصدي يتم وفقا للخطة المرسومة تماما كما يحدث في المعركة، لكل قطاع ولكل شخص مهامه وواجبه، نحن كمواطنين واجبنا ومهمتنا الالتزام بالاجراءات والارشادات والتوجيهات والتعليمات الحكومية، وعدم مخالفتها لاي سبب كان،حفاظا على سلامتنا وسلامة وصحة الوطن.
جائحة الكورونا ليست سهلة، ولا مزحة،ولا يجوز الربط بينها وبين اية احداث اخرى،كما لا يجوز صناعة اهداف لها بناء على هاجس التشكيك بصحة كل ما يتعلق بها.
وعندما يتعرض اقتصاد وصحة الوطن للخطر، ويبدو ذلك واضحا للعيان، فان ذلك يمكن ان ينتج عن مغامرة، او مخاطرة لتحقيق هدف معين مهما كان نوعه او حجم الاستفادة منه، لأنه لاشيء يمكن ان يعدل الوطن.
لا بد من الخروج من دوائر الشك ومغادرتها نهائيا، والتعامل مع هذا الوباء بكل جدية واهتمام والمشاركة بالتصدي له، على الاقل بتنفيذ الاجراءات الوقائية والاحترازية، واتباع جميع الوسائل التي يمكنها ان تبعد الفيروس عن اجسادنا، وتمنعه نت الانتقال منها واليها.
التشدد بالاجراءات وحصر مساحات واماكن الحظر، واقتصاره على المناطق التي تظهر فيها الاصابات، يحافظ على ديمومة الحياة بجميع جوانبها ومجالاتها، لكن كل هاذ يحدده السلوك المجتمعي، الفردي والجماعي، وليس قرارات الدولة والحكومة، التي تتوقف على ذلك السلوك.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/08/18 الساعة 01:07