أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بلال التل يكتب: وطن وليس غنيمة

مدار الساعة,مقالات,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط

عندما تمر كل هذه الاسابيع على تأسيس صندوق همة وطن, ويضل المبلغ المجموع له دون المائة مليون ديناراً, غالبيتها من الشركات والبنوك التي تملك نسبة عالية من اسهمها الصناديق الرسمية وشبة الرسمية, في الوقت الذي تمتلىء فيه خزائن البنوك العاملة في الاردن بعشرات المليارات من الودائع, وتتحدث الادبيات الاقتصادية المتخصصة عن المئات من اصحاب الملايين, والعشرات من اصحاب المليارات, وعن الكثير من العائلات الثرية التي تمتلك بنوكاً وشركات وتوكيلات, وغير ذلك من مصادر الثروة التي بنيت من خير هذا البلد وبأسمه, فإن هذا كله يؤكد أن بعض الذين يعيشون بين ظهرانينيا, وعلى ارضنا, يؤمن بأن الاردن مجرد غنيمه وأنه بالنسبة لهم ليس وطناً نهائياً, لا يقبل الشراكة, مثلما لا يقبل القسمة على أثنين.

ولأنهم لا يؤمنون بالاردن وطناً نهائياً, تأتي تصرفاتهم ومواقفهم خالية من أي أحساس بالوطنية والانتماء, لذلك يتعاملون مع الاردن على أنه قاعة بورصة, يفرون منها عند أول احساس باحتمال الخسارة, أو أنه بالنسبة لهم منطقة حرة لا يدفعون فيها ضرائب ولا جمارك, أو أنه صالة ترانزيت يمضون فيها بعض الوقت, يستفدون من سوقها الحرة, ولا يرتبط الواحد منهم بأية علاقة جدية وصادقة وإنسانية بمن يجلس بجانبه, او يمر من امامه, فالمهم لديه هو الوصول الى وجهته الحقيقية, وهي بالتأكيد ليست الاردن, الذي إختزله بعض هؤلاء بجواز سفر يسعى للحصول على غيره او شريك له, مثلما يسعى للحصول على صفقة في أى مكان على هذه الأرض, فهؤلاء من المؤمنين بأنه لا وطن لرأس المال, لذلك صارت الاوطان بالنسبة لهم مجرد صفقات لا علاقة لها بالتاريخ والجغرافيا والثقافة والروابط الانسانية, التي تنسج خيوط الانتماء للجغرافيا وتجعل منها وطناً لا قاعة تداول للأسهم.

مدار الساعة ـ