أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الوزير السابق أمين محمود يكتب: دردشة تاريخية.. الاتحاد السوفييتي والمسالة الفلسطينية في اعقاب الحرب العالمية الثانية

مدار الساعة,مقالات,الانتخابات البرلمانية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: الوزير السابق أمــين محمـــود

يلاحظ ان موقف الاتحاد السوفييتي تجاه فكرة الدولة اليهودية في فلسطين بدا في اعقاب الحرب العالمية الثانية يتخذ عدة صور ايجابية . ففي فبراير ١٩٤٥ - على سبيل المثال - عقد مؤتمر نقابات العمال بلندن والذي عرف ايضا باسم الموتمر التاسيسي للفدرالية الدولية لاتحاد العمال ، حيث اقر هذا الموتمر دون اعتراض او تحفظ من الوفد السوفييتي * ضرورة ايجاد علاج سياسي عن طريق عمل دولي لاصلاح الخطا الذي وقع على الشعب اليهودي * . وذهب الموتمر الى انه ينبغي ان تكون حماية اليهود من الاضطهاد والتمييز في اي بلد من بلدان العالم من واجب السلطات الدولية الجديدة ، والى انه ينبغي اعطاء اليهود الفرصة لبناء وطن قومي لهم في فلسطين عن طريق الهجرة والاستيطان الزراعي والانماء الصناعي على ان يكون ذلك مقرونا بتامين المصالح الشرعية لباقي السكان في فلسطين ( Judd L . Teller , The Kremlin, The Jews and the Middle East p 142 ) . وهذا يذكرنا تماما بما ورد في وعد بلفور قبل ذلك بما يقارب الثمانية والعشرين عاماً.

وصرح المندوب السوفييتي في اعقاب المؤتمر مؤكدا على سياسة بلده الداعمة الى ضرورة حل المسالة اليهودية عن طريق تامين حصول اليهود على المساواة ونيلهم كافة حقوقهم المدنية والسياسية الاخرى في جميع بلدان العالم بما فيه حقهم في تاسيس وطن قومي لهم في فلسطين اسوة بالشعوب الاخرى . وهذا الموقف يعبر بلا شك عن التوجه المستقبلي الذي بدات القيادة السوفييتية تتبناه ، اذ اصبح موقفها بخصوص انشاء وطن قومي لليهود يحمل دلالة الدعم والتاييد لاي قرار عالمي يتخذ لدى النظر في مستقبل منطقة الشرق الاوسط ، وبمعنى اخر فان انشاء كيان سياسي لليهود في فلسطين بدا يظهر وكانه ذو فاندة استراتيجية للسوفييت.

وقد شهد عام ١٩٤٥ بروزا للاتحاد السوفييتي كقوة عالمية كبرى معترف بها من جميع دول العالم ، وذلك في اعقاب مؤتمر يالتا Yalta الذي عقد في نفس العام في شبه جزيرة القرم وحضره كل من روزفلت وستالين وتشرتشل ،. وجاء انعقاد الموتمر عشية انهيار القوة النازية ، حيث تم بحث العديد من القضايا العالمية المتعلقة بالتنظيم الدولي بعد الحرب . وتمكن الاتحاد السوفييتي بمهارته الدبلوماسية وانتصاراته العسكرية خلال الحرب الى جانب الحلفاء من تغيير صورته السابقة كلية على الساحة الدولية . واصبح يشكل واحدة من القوى العالمية المؤثرة على مستقبل العالم.

وقد اتسع النفوذ السوفييتي ليشمل اوروبا الشرقية باكملها اضافة الى الجزء الشرقي من المانيا ، وامتدت حدوده لتشمل مناطق فاقت بحجمها جميع التوقعات التي كان الاتحاد السوفييتي يحلم بتحقيقها في اي مرحلة من مراحل تاريخه بعد ان كان يعيش قبل الحرب في شبه عزلة على الساحة الدولية . وبالرغم من ان المؤتمرين لم يبحثوا مطالب القيادة الصهيونية الا انهم اتفقوا على الالتزام بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، وايلاء الاهتمام الكافي لموضوع الهجرات اليهودية اليها ، ودراسة امكانية فتح الابواب التي كانت موصدة في وجه هذه الهجرات ( Marlin Ebon, Communist Tactics in Palestine pp 266-267).

غير ان موقف روزفلت نفسه كان يتسم احيانا بالغموض ، فبالرغم من التعاطف الذي كان يبديه تجاه * المعاناة * التي واجهها يهود اوروبا على يد النازيين ، الا انه بعكس خلفه ترومان كان يفضل معالجة المسالة الفلسطينية بروية بعيدا عن تاثير الانفعالات والضغوطات التي كان يمارسها عليه زعماء اليهود الامريكيين ، اضافة الى انه كان يشكك احيانا كثيرة في امكانية تلبية فلسطين طموحات * الشعب اليهودي * باقامة دولة له فيها ( Yaacov Ro’i , Soviet Decision Making in Practice m pp 15-16 ) . وكان روزفلت يرى ضرورة ايجاد ماوى للاحياء من اليود المشردين ، واخذت ادارته تمارس الضغط على بريطانيا لفتح ابواب فلسطين امامهم وترتيب وساىل نقلهم وحمايتهم ليتعايشوا جنبا الى جنب مع السكان العرب.

وحينما ووجه الحلفاء عام ١٩٤٣ بمشكلة ٦٠-٧٠ الف يهودي غالبيتهم من البلغار المسنين الذين شردوا من ديارهم على يد النازيين حاول كورديل وزير الخارجية الامريكي اقناع نظيره البريطاني باستيعابهم في فلسطين ، الا ان الاخير لم يستجب للطلب الامريكي بحجة ان حل هذه المشكلة سيودي الى مواجهة مشاكل اخرى شبيهة . ومما يثير الغرابة ان الولايات المتحدة لم تبد من جانبها اي استعداد لنقل هولاء المشردين اليهودالى الاراضي الامريكية حتى ولو بشكل موقت لا سيما وان سفنها كانت تعود فارغة بعد ان تفرغ شحناتها من العتاد والغذاء في الموانىء الاوروبية . والواضح ان الحركة الصهيونية نفسها لم تكن معنية بانقاذ يهود اوروبا المسنين بقدر ما كان يهمها انقاذ المشروع الاستيطاني الصهيوني القاىم على اكتاف المهاجرين اليهود الشباب ، وتوظيف معاناة المسنين من مشردي يهود اوروبا لتعميق ازمة الضمير الاوروبي تجاه معاناة اولىك المشردين . وانتهز بن غوريون هذه الفرصة فبادر الى الاعلان في مؤتمر صحفي عقده فور تولي ترومان الرىاسة بان الادارة الامريكية الجديدة ستقدم كل الدعم للمطالب الصهيونية ، كما اكدت له بان الاتحاد السوفييتي لن تعارض قيام دولة يهودية في فلسطين ، بل بالعكس سيتخذ موقفا مؤيدا لقيام مثل هذه الدولة اسوة بالموقف الامريكي . وكان ترومان قد بدا يكشف تحيزه الواضح تجاه الصهيونية لا سيما حينما طلب من تشرتشل في مؤتمر بوتسدام رفع القيود كاملة عن هجرات اليهود الى فلسطين والسماح للمستوطنين الصهاينة المقيمين فيها بتملك الاراضي وانشاء مؤسساتهم المستقلة والخاصة بهم . كما تلقى بن غوريون رسالة من اوليفر ستانلي وزير المستعمرات البريطاني نقل فيها اليه معلومات موثوقة بان الاتحاد السوفييتي سيدعم المطالب الصهيونية ، وان الحكومة البريطانية باتت تفكر جديا في التخلي عن الانتداب واحالة المسالة الفلسطينية الى الامم المتحدة لاتخاذ القرار المناسب بخصوصها ، وستلتزم من جهتها الحياد التام حرصا على مصالحها في العالم العربي كي لا تتعرض الى اية قلاقل او تهديدات.

ولَم تمض فترة طويلة على هذه التصريحات والمواقف الداعمة لفكرة الدولة اليهودية حتى بادرت الاحزاب الشيوعية في العديد من الدول الى اعلان مواقف داعمة ومؤيدة لهذه الفكرة ، واخذ المسؤولون السوفييت يتسابقون في التعبير ايضا عن دعمهم وتاييدهم لهذه الفكرة . ففي قول لرىيس البعثة الدبلوماسية السوفييتية في القاهرة : * ان وجود ثلاثة نواب يهود لوزير الخارجية السوفييتية يمثل ضمانة لمستقبل المسالة اليهودية * . وفِي قول اخر للقنصل السوفييتي في بيروت اثناء زيارته لفلسطين عام ١٩٤٥ عبر فيه عن ان * الشعب اليهودي من حقه استكمال انشاء وطن قومي له في فلسطين* . كما اعلن ان الاتحاد السوفييتي سيتخذ * الموقف المناسب الذي يتمشى مع التطلعات اليهودية * لدى عرض القضية على الامم المتحدة.

ولعل هذا الموقف المتريث للاتحاد السوفييتي وعدم اقدامه على اتخاذ موقف رسمي واضح وعلني ازاء المسالة الفلسطينية يعود الى رغبته في التاكد من طبيعة الخطوات والتوجهات المرتقبة التي ستتخذها كل من بريطانيا والولايات المتحدة . وما دامت الامور مستمرة بهذا الشكل فان الاتحاد السوفييتي راى من الافضل ان يستمر الغموض في موقفه السياسي كي يتاح ل المجال للمناورة من اجل تامين الافضل لمصالحه قبل اتخاذه الموقف الرسمي ازاء هذه المسالة . غير ان السوفييت رغم تجنبهم الافاضة في بحث المطالب اليهوديةالمسالة الفلسطينية ، الا انهم لم يبدوا اي اعتراض على السماح لمهجري الغزو النازي من اليهود المتواجدين في دول اوروبا الشرقية بالهجرة الى فلسطين غلى امل ان يتمكنوا * بتوجهاتهم الثورية * من اثارة القلاقل والاضطرابات للانتداب البريطاني فيها .

وفِي المقابل ادرك المشاركون السوفييت في مؤتمر القاهرة بان مهمة ايجاد المدخل الذي كانوا يسعون اليه في المنطقة العربية لم تعد سهلة على الاطلاق . فبالرغم من ظهور بوادر تحسن في العلاقات السوفييتية العربية خلال الحرب، الا انها ظلت محدودة ومتارجحة ، ولَم ينتج عنها اية تداعيات او نتاىج تذكر . وقد تجنب السوفييت اقامة اي نوع من العلاقات مع القيادات العربية الرسمية انذاك بحجة انها كانت مرتبطة ومتحالفة مع قوى الامبريالية الغربية .

اما بالنسبة للجامعة العربية فقد ابدى الاتحاد السوفييتي تحفظاته منذ البداية على انشاىها لكونها انشئت بمبادرة بريطانية لتوظيفها - حسب رايه - في خدمة اهداف اقليمية يمكن اجمالها بما يلي :

١- توفير الحماية للمصالح البريطانية . ٢- التمهيد لانشاء حلف عسكري يكون معاديا للاتحاد السوفييتي . ٣- محاربة القوى التقدمية في العالم العربي التي تسعى الى تحقيق الاستقلال الحقيقي لبلادها في ظل انظمة ديموقراطية حرة . ٤- توفير الحماية للانظمة العربية التي تعمل وفق اجندات خاصة لخدمة مصالح حكامها من ناحية ومصالح الامبريالية الغربية من ناحية اخرى بدلا من.ان تسعى لتحرير شعوبها وبلادها وتتجه نحو العمل على توحيد امتها العربية وبناء قوتها الذاتية كي يتسنى لها مواجهة الاخطار المحدقة بها من كل جانب .

وفور كسب الحلفاء الحرب ضد دول المحور عقد مؤتمر بوتسدام في يولية ١٩٤٥ حيث شاركت به جميع القوى المنتصرة ، وطرح على الموتمر العديد من القضايا العالمية لمناقشتها والتوصل الى حلول بشانها . وبالرغم من ان المؤتمرين لم يتطرقوا لمعالجة المسالة الفلسطينية ، الا انهم تتبعوا باهتمام التساولات التي طرحها ترومان على تشرتشل حول فلسطين وذلك في جلسة حوار عقدت على هامش الموتمر وعبر فيه ترومان عن اهتمام شعبه بهذه المشكلة ، ومطالبا بازالة القيود المفروضة على الهجرات اليهودية اليها . كما طالب ترومان التعرف على التوجهات البريطانية حول الحلول المقترحة لهذه المشكلة ومناقشتها في جلسة لاحقة خاصة .

ومن الجدير بالذكر ان ترومان كان يعرف بارتباطاته الوثيقة بالاوساط الصهيونية على الساحة الامريكية منذ بداية حياته السياسية . وكان من اشد المناصرين اثناء عضويته في مجلس الشيوخ لمجموعة الضغط الصهيوني في الكونغرس التي كان. يتزعمها حليفاه الصهيونيان واغتر وتافت اللذان كانا يمثلان ولاية نيويورك . وفِي اثناء فترة ولايته كناىب رىيس كان داعية متحمسا لدعم المطالب الصهيونية داخل الادارة الامريكية وخارجها . واستمر هذا الحماس للصهيونية طيلة فترة ولايته كرىيس للولايات المتحدة بحيث اصبح البيت الابيض راس الحربة لتجنيد الكونغرس وباقي موسسات الدولة لدعم الاهداف الصهيونية .

غير ان تشرتشل لم يتمكن من ارسال ردوده على استفسارات ترومان بسبب انسحابه من الموتمر اثر خسارته في الانتخابات البرلمانية ليحل محله كليمنت اتلي الذي شارك في الموتمر برفقة وزير خارجيته ارنست بيقن . وبناء على اقتراح بيقن تم تشكيل لجنة تحقيق انجلو - امريكية لمعالجة المشاكل المتعلقة بفلسطين وتقديم التوصيات المناسبة لحلها .

وكرد فعل على هذا الموقف الذي اتخذته كل من بريطانيا والولايات.المتحدة ازاء استبعاده. من هذه اللجنة لجا الاتحاد السوفييتي الى استغلال هذا التوافق الامريكاني البريطاني للتقرب من العرب والعمل على كسب ودهم لا سيما وان هولاء كانوا يقاومون بشدة الموقف الغربي الممالىء للصهيونية ً، واخذت الاصوات العربية تنطلق من جانبها مطالبة بايجاد موقع للاتحاد السوفييتي ليشارك في المباحثات الجارية حول مستقبل فلسطين . وعندها بدات الخارجية الامريكية تدرك بان عدم مشاركة السوفييت في البحث عن تسوية * عادلة * للمسالة الفلسطينية سيودي الى اثارة المزيد من القلاقل والاضطرابات في المنطقة مما يشكل تهديدا للمصالح الغربية فيها . ولذا فانها رات انه لا بد من اشراك السوفييت في هذه المباحثات ليصبحوا جزءا من المنظومة الدولية التي تسعى الى ايجاد حل لهذه المسالة المعقدة ، بحيث تحول الولايات المتحدة دون لجوء الاتحاد السوفييتي مستقبلا الى ممارسة سياسة الابتزاز والمزايدة عليها في الاوساط العربية .

ومما يجدر ذكره ان الاتحاد السوفييتي لم يعترض اصلا على الاهداف التي شكلت اللجنة من اجلها ، وانما كان اعتراضه على الطريقة التي شكلت بها هذه اللجنة . اذ اعتبر تشكيلها على هذا النحو ارساء لدعائم تعاون امريكي - بريطاني على حساب المصالح السوفييتية . وكان السوفييت من جانبهم يسعون جاهدين في هذه المرحلة الى ارساء دعائم اقصى ما يمكن من التعاون مع الحلفاء وخاصة الولايات المتحدة وذلك ليضمنوا لهم دورا فاعلا ومؤثرا في التسويات الجارية حول وضع اسس نظام عالمي جديد . ومن الواضح ان السوفييت باتوا يدركون ان المنطق هو اقامة علاقات قوية مع الامريكيين افضل لمصالحهم من اقامة علاقات مع قوى متهالكة كالقوة البريطانية .

وكان السوفييت من جانبهم يرقبون الاوضاع عن كثب، ويتابعون السياسة البريطانية القاىمة على مبدا * فرق تسد * والتي لم ينتج عنها سوى اثارة المزيد من الاضطرابات والقلاقل في المنطقة، اضافة الى تعميق النظرة السلبية تجاه الاتحاد السوفييتي بدعوى تاييده ومساندته للاهداف الصهيونية.

إقرأ أيضـــاً: دردشة تاريخية.. الوزير السابق أمين محمود يكتب: لينين والمسألة اليهودية

وبالرغم من كل مظاهر القوة والهيبة العالمية التي حققتها بريطانيا خلال الحرب ، الا ان بذور الضعف والوهن بدات تتسلل الى جسمها الامبراطوري مما بات يهدد مكانتها العالمية وهيبتها الدولية. وقد ولد هذا قناعة لدى السوفييت بان بامكانهم في ظل تضاؤل الدور البريطاني تادية دور اكثر تاثيرا حينما يتم بحث القضية الفلسطينية في الامم المتحدة . وكانت وجهة النظر التي استقر عليها الموقف السوفييتي عشية قرار التقسيم هو ان لكل من العرب واليهود الحق في تقرير المصير وتشكيل حكومة موقتة على ان يتولى مجلس الامن الاشراف عليهما لحين توفر الادلة الكافية لديه باستكمال كل منهما لاعلان استقلال الدولة الخاصة به . وقد اعلن غروميكو في الامم المتحدة بين امور اخرى : * على المرء ان يتذكر الحقيقة المؤكدة بان سكان فلسطين يتالفون من شعبين : العرب واليهود ، ولكل منهما جذوره التاريخية في فلسطين * ( Nicholson Bethel, The Palestine Triangle ,p 198 ).

وهكذا استقر راي الاتحاد السوفييتي على تبني سياسة اقامة دولتين في المنطقة باشراف الامم المتحدة بحيث توفر له بطيبيعة الحال القيام بدور حيوي كواحد من الخمسة الكبار سواء داخل الامم المتحدة او خارجها ، واضفاء صفة الشرعية على هذا الدور الى جانب القوى الكبرى الاخرى في تقرير مستقبل فلسطين.

إقرأ أيضــاً: دردشة تاريخية.. الوزير السابق أمين محمود يكتب: بريطانيا وفكرة الدولة اليهودية: البداية

مدار الساعة ـ