منال النمري تكتب : نوافذ

كتبت: منال النمري

صحوت ذات يوم جمعة مبكراً، على غير عادتي.

إنسللت من السرير بتودة، وأعددت قهوتي على نار هادئة، وجلست أحتسيها بشغف مع أولى خيوط أشعة شروق الشمس وأصوات العصافير وأطياف الصباح الجميلة.

إنساب خيالي مع إنسلال أشعة الشمس من خلال غلالات السحب في الأفق البعيد... بدت بتسللها المثير للدهشة والرؤى والأفكار أشبه بنافذة للكون.. تنير ذاتي، فبدت حياتنا عبارة عن نوافذ، بعضها مشرع، وبعضها مطبق، ومنها ما انخلعت حوافه ودرَفاته، وتَكَسر زجاجه.

بعضها مزين بأصُص ورد جوري أحمر ، وآخرى تزهر البنفسج، وبعضها تئن مصاريعه بصمت، على وقع مفاصل أشرعة إعتراها صدأ الأيام والأحلام...

نوافذ تشرع وتعجز عن إغلاقها أعتى الرياح، ونوافذ إقتلعتها هبة نسيم، وأحياناً عواصف ليست بعاتية..

من الجميل أن ندرك أن حياتنا، كذلك، عباره عن نوافذ، لا تفتح وتغلق في آن واحد... فكما للشمس والقمر منازلهما يتناوبان على الإطلالة علينا من خلالها، وجدت أن نوافذ حياتنا تسير على نفس الفكرة السرمدية والترتيب الأزلي..

تنتظر عقرب الزمن، والمكتوب والمقصوص والمعلوم والنصيب، لترينا ما ينتظرنا خلفها من جمال وحياة