بقلم حسان عمر ملكاوي
بداية لا شك ان المجتمع الرياضي المحلي لا يعيش بمفرده او بمعزل عن العالم، ومن المفيد دوما الاطلاع على تجارب الاخرين والاستفادة من الكفاءات سواء تحكيم او تدريب او لاعبين او محللين او مستشارين ...الخ
لكن ايضا الواجب والعقل يحتم ان تكون كافة الخطوات مدروسة ومراعية الامكانيات وتحديد الهدف من الاستقطاب سواء على مستوى الاندية او الاتحاد، ومناسبة حديثي اننا نعيش الان تجربة قد تكون هي الاولى منذ زمن بعيد وهي وجود مدربين محليين لكافة اندية المحترفين، وذلك بعد تعاقد ناجح ومميز من نادي الفيصلي من وجهة نظري ان هذا التعاقد سوف يساهم في صناعة الفرق واحداث اثر واضح في موازين التنافس لان ابن النادي والمدرب القدير هيثم الشبول، والذي قد تكون شهادتي به مجروحة، ولكن انجازات الكابتن هيثم لاعبا مع المنتخب والنادي غنية عن التعريف، وانجازته كمدرب على الصعيد المحلي او الخارجي ذاع صيتها ويعرفها الجميع، وهذا ان دل على شيء يدل على تميزه ومعه الكثير من المدربين المحليين في كل الفرص التي اتيحت لهم خارج الاردن، عداك عن التميز الداخلي وقدرتهم في استنهاض المواهب الكامنه لدى اللاعب، وايضا لا ننسى انهم الاقرب الى فهم الواقع المحلي والاقرب الى اللاعب في التحضير الذهني والنفسي، ولا اذكر اسماء بعينها خوفا من النسيان لكن الرسالة التي اريد ايصالها هو اقتراح لاندية المحترفين والتي تعاني من اوضاع مالية صعبه تصل حتى التهديد بالانهيار نتيجة تراكم العجز والذي يعود لاسباب كثيرة، وفي ظل ازمة كورؤنا والواقع الصعب اقتصاديا على مستوى العالم وليس فقط نادي او اتحاد او حكومة فانه بات من الضروري التفكير خارج الصندوق والابتداع والابتكار لحلول تساهم في تخفيف الاثار.
ومن هنا فاني اشدد على ضرورة وجود مشاريع استثمارية للاندية وان يكون التخطيط لموزانة تمتاز بتعادل الايردات والنفقات ومناسبة الصرف للهدف والغاية والاعتماد على خبراء تسويق واقتصاد واستثمار لان الجانب المالي من اهم اساسيات الاستمرار والنجاح.
وايضا اقول ماذا لو فكرت الاندية بتوقيع ميثاق شرف بينها يتضمن الالتزام لمدة سنتين بعدم التعاقد مع مدرب اجنبي وتحديد عدد المحترفين بلاعب لكل فريق وتحديد سقوف للتعاقدات المحلية سواء مع المدرب او اللاعب ... الخ والالتزام مثلا بعدم التعاقد مع المهاجم الهداف الخارجي لاننا منذ عصر الاحتراف نعاني من تلك النقطة بالاعتماد على مهاجم محترف جاهز وعدم صناعة لاعب في هذا المركز مما ادى الى شح في اللاعب المحلي في هذا المركز.
وماذا لو التزم الاتحاد لمدة سنتين بالتعاقد ايضا فقط مع الكفاءات المحلية في مختلف الدوائر او على الاقل الالتزام مثلا عند احضار مدرب اجنبي ان يكون فعلا قادرا على صناعة الفرق وان يكون الجهاز المساعد محليا لتعم الفائدة.
نعم انا من طالبت بدعم القطاع الرياضي سواء من الحكومة او الشركات او الافراد، لكن ايضا على الاندية والاتحاد دعم نفسها للخروج من الوضع المالي الصعب، كما انه من الضروري ان نراعي اهمية الدور الاعلامي والجماهيري في التسويق ودعم الكفاءات المحلية واعطاءها فرص على الاقل بشكل متساوي للمدرب او اللاعب المحترف.
وهناك ايضا مسؤولية على الجميع في توفير كافة المتطلبات و الاساسيات للمدرب واللاعب المحلي،
واخيرا انا لست مع سياسة الاغلاق، ولكن الواقع والامكانيات تحتم ان يكون الانفتاح مدروسا ومفيدا.
وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.
