انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

فارس الحباشنة يكتب: لمصلحة من..

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/10 الساعة 14:07
حجم الخط

كتب: فارس الحباشنة

قبل واحد وثلاثين عاما وأكثر, كان هاني الخصاونة وزيرا للإعلام، وكان نيسان قد أطل برأسه على الجنوب, الذي أنتج ربيعا اردنيا ، وهبة عظيمة , بشرت بالفجر والتحول الديمقراطي.

يومها اجتهدت العقلية العرفية, وأنتجت برنامجا تلفزيونيا اسمه (لمصلحة من) كان تحريضا على الجنوب, وعلى الهبة , وكان إساءة واضحة ومتعمدة من قبل الحكومة, لتأليب الشارع والقبضة الأمنية , ويومها تباكى الراحل محمد أمين على الشاشة, وهو يعرض صور المؤسسات المحترقة ، وكأن الجنوب صار عبئا على الوطن , وكأن الأرحام هنالك صارت تلد الأفاعي وليس الرجال.

كاد هذا البرنامج الذي أنتج بأمر من هاني الخصاونة, أن يعيد إنتاج الهبة مرة أخرى, وللعلم أثار الأمر امتعاض الراحل الملك الحسين, الذي تفهم وجع الناس يومها وأطاح بحكومة القبضة العرفية , وظننا أن التاريخ لن يعيد إنتاج نفسه, ولكن للأسف كنا مخطئين , فالتاريخ يعيد السؤال ولا يعيد الحدث, (لمصلحة من) .

ظل هذا البرنامج جرحا، في قلوب الناس وسقطة إعلامية وعثرة , لا بل اعتبر جريمة في حق أناس , انتفضوا لأجل خبزهم , ولم يكونوا ضد الدولة أبدا كما حاول عباقرة الإعلام العرفي أن يقدمونا في ذلك الزمن.

غاب هاني خصاونة، وسقطت حكومة زيد الرفاعي , وسقط برنامج (لمصلحة من) والذي ظن هاني عبره , أنه سينصف الوطن, ولكنه في لحظة ما دفع ضريبة شيطنة (هبة) عظيمة أنتجت ديمقراطية حقيقية للوطن, بالمقابل ذات العقلية التي أنتجت (لمصلحة من)، ذاتها تفرخ وتعود علينا بنفس السؤال (لمصلحة من) ما يحدث الان في الإعلام.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/10 الساعة 14:07