كتب: خالد وليد الجهني
ربما هذا هو الوصف المحبب والأشهر الذي يطلق على الأردنيين، الكلمة تنتشر في عدة دول، لكن إذا قيل عن أحد أنه نشمي دون بيان جنسيته، فإن المستمع يدرك أن المقصود شخص من الأردن ...
النشامى وصف يختصر كثيرا من الكلمات وكثيرا التعبير والجمل المتناثرة عندما يريد أحد مدح أبناء الوطن، إنه كلمة واحدة لكنها أبلغ من خطبة عصماء ..
ينزل أبناء الجيش المصطفوي ليديروا أزمة الكورونا في مرحلة صعبة تحتاج الانضباط والالتزام العسكري، فيحييهم أبناء الشعب، وكلمة واحدة تتردد على ألسنتهم (حيهم النشامى)
يخوض العاملون في القطاع الطبي معركة مواجهة فيروس كورونا، يصلون الليل بالنهار، تنتشر صورهم وهم يأخذون استراحة المحارب في ممرات المستشفيات، فترتفع أيدي أبناء الشعب تدعوا لهم بكلمة واحدة (الله يحفظ النشامى)
في أوقات الحظر تحتاج الوصول إلى مشفى، حالتك طارئة، أو تحتاج السفر لمدينة أخرى للعلاج، تجد مرتبات الدفاع المدني على أهبة الاستعداد، يسعفون، أو ينقلونك للعلاج، وامام هذا الواجب كلمة واحدة على ألسنة الناس (الله يجزيهم الخير النشامى)
تفتح بعض المؤسسات أبوابها، تجد رجال الأمن على أبوابها في واجب المتابعة والتنظيم والإرشاد، جهد كبير يبذلونه، وكلمة واحدة على لسان الناس (يعطيهم العافية النشامى)
مرافق الدولة الحيوية تستمر بالعمل " موانىء شركات المياه شركات توليد الكهرباء الخ "، فيها موظفين لم يعرفوا الراحة، ضاعفوا الجهد في زمن كورونا، وكلمة واحدة على ألسنة الناس (يا رب وفق النشامى)
الشعب الذي في الأزمة تفقد أبناؤه أحوال بعضهم في اول أيام الحظر الشامل هذا يرسل الخبز او الماء لجاره، وذاك يسامح باجرة محله، وآخر يؤجل للمستأجر أجرة منزله، يتكافلون لحظة الشدة ويعيشون جسدا واحدا، هؤلاء هم النشامى أبناء النشامى ....
سيقول البعض، والتزاحم الذي حدث في عدة مرافق، والقصور في بعض الأمور، والأخطاء من المواطنين أو المسؤولين، وعدم الثقة بالحكومة وقدرتها على إدارة المشهد، أين ذهبت....
هذه تجربة غير مسبوقة، احتمال الخطأ فيها مؤكد، والقصور البشري كذلك، ونعم شخصيا أعتبر الحكومة بتركيبتها ومؤهلات اغلب من فيها بمجملها قاصرة عن طموحنا بإدارة المشهد بكفاءة أكبر توازي التحديات لكن ...
التجربة بمجموعها حافز لنا يؤكد أننا نستطيع، فقط نحتاج الإرادة، ونحتاج لمأسسة فزعتنا، والتجربة تؤكد أننا دولة يمكنها أن تقف بوجه أعظم التحديات، السياسية أو الإقتصادية....
الأردن أرض مباركة، تشرفت بخطو الرسول عليه الصلاة والسلام على أرضها، وجبلت تربته بدماء الصحابة رضوان الله عليهم، ونحن نعيش بركة ذلك ...
واليوم تعيش أرض الأردن لحظة هي فيها بين العرب تسمى أرض النشامى..