انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كمال زكارنة يكتب: الملك العربي الهاشمي الشامخ

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/17 الساعة 15:27
حجم الخط


الكاتب : كمال زكارنة
فاجأ جلالة الملك عبدالله الثاني حكومة الاحتلال الصهيوني الى حد الصدمة ،وجذب انتباه الادارة الامريكية المتهورة بسرعة خارجة عن السيطرة في تأييدها وتبنيها للمخططات والمواقف والاطماع الاسرائيلية ،عندما تحدث جلالته الى الجريدة الالمانية دير شبيغل ،ووجه رسائل دقيقة وعميقة وخطيرة وحاسمة في نفس الوقت ،للاسرائيليين والاميركان والاوروبيين ،حملت معاني ودلالات واشارات كثيرة
على المستوى الفلسطيني ، اراد جلالة الملك ان يطمئن الفلسطينيين انهم ليسوا وحدهم في معركتهم الوجودية ضد الاحتلال الصهيوني ،وعربيا ،جدد جلالته التأكيد ان فينا من يقف في وجه الاحتلال الغاصب لفلسطين بكل شجاعة وحكمة ويقول لهم لا لمخططاتكم العدوانية والتوسعية على حساب الحقوق الفلسطينية ،واتبعوني يا عرب فأنا في المقدمة ورأس الحربة ،واسرائيليا ،حملت رسالة جلالة الملك تحذيرات في غاية الاهمية لتقول للمحتلين انكم تجاوزتم كل الخطوط بجميع الالوان ،واذا كنتم لا ترون احدا امامكم ،عليكم ان تتوقفوا وتراجعوا انفسكم وتعيدوا حساباتكم،ولن يكون الاحتلال الرابح الوحيد في المنطقة وبالع الحقوق ومغتصبها ،ولدينا اوراق كثيرة نتقن استخدامها في الوقت المناسب ،وامريكيا ، حملت الرسالة تنبيها قويا من ان اعصار الفوضى القادم اذا تهيأت اسبابه بسبب سياسات وممارسات الاحتلال الاسرائيلي ،سيؤدي الى اغراق المنطقة بالفوضى والتطرف غير محسوبة النتائج ،واوروبيا ،كانت الرسالة اكثر وضوحا بأن الخطر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي سيصل الى حافة القارة الاوروبية ولن تقتصر المخاطر على منطقة الشرق الاوسط.
بمعنى ان هذه المقابلة الجريئة في طرح المواقف والتحذيرات والتنبيهات والنصائح ،جاءت بمثابة رسالة عالمية وضعت الجميع امام مسؤولياتهم وواجبهم في انقاذ المنطقة من دمار محقق اذا واصلت حكومة الاحتلال تجاهلها للحقوق الفلسطينية والارادة الدولية في تحقيق السلام على اساس حل الدولتين.
ليست المرة الاولى التي يعبر فيها جلالة الملك عن هذه المواقف الشجاعة والحكيمة ،فقد سبق وتحدث عنها في الكونغرس الامريكي وفي مقر البرلمان الاوروبي وفي مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة وفي مواقع ومناسبات كثيرة لا حصر لها.
من المؤسف ان جلالة الملك يتحرك في حقل الغامه مكشوفة ،لا مدفونة ولا مخفية فكل شيء اصبح فوق الطاولة تقريبا ،ولا نبالغ اذا قلنا ان حقول الالغام تحولت الى حقول من الجثث الهامدة ،التي لا حراك لها ولا صوت ولا صورة ،يتنقل جلالته بينها وحيدا مشهرا سيفه ليواجه مخططات ومشاريع المحتلين بكل صلابة وحكمة وشجاعة.
لن يرحم التاريخ احدا تخاذل وتخلى عن مسؤولياته القومية والدينية والاخلاقية ،ولا يجوز ان تلقى المسؤولية كاملة على الاردن لوحده ،ولا بد من موقف عربي اسلامي فاعل وعملي يشكل ظهيرا قويا لمواقف وجهود جلالة الملك خلال المرحلة القادمة التي تعتبر الاكثر خطورة على مستقبل فلسطين وشعبها وارضها وقضيتها وعلى المنطقة العربية عموما.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/17 الساعة 15:27