انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

كاظم الكفيري يكتب: الأسرة في يومها العالمي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/15 الساعة 18:32
حجم الخط

بقلم كاظم الكفيري

تحتفظ المجتمعات العربية بقدر من تقاليد التكافل الاجتماعي التي تستند على منظومة القيم التي تتبناها هذه المجتمعات، لا شك ان هناك تغيرات طرأت على طبيعة العلاقات الاجتماعية سواء ما بين أفراد الأسرة العربية، أو بينها كوحدة اجتماعية مع غيرها من الوحدات الاجتماعية الأخرى، غير أنها لا تزال تحافظ على تماسكها ودورها كمرجعية أساسية في التنشئة الاجتماعية.

هناك تحديات كبيرة واجهت بنية الأسرة، وعرّضت أسر كثيرة للتفكك، وأهم هذه التحديات هما الفقر والبطالة، الذين كظاهرتين اجتماعيتين دفعا الى شيوع الطلاق والعنف واللجوء الى تعاطي المخدرات والسرقة وغيرها، تلجأ الحكومات عموماً الى اقتراح سياسات اجتماعية للحد من الفقر والبطالة في مجتمعاتها، لكنها عموما أخفقت في ذلك لأسباب تتعلق بطبيعة الانظمة الاقتصادية الليبرالية التي تتبناها الدول، والتي فاقمت من منسوب الفقر والبطالة بين افراد الأسرة العربية، بالاضافة الى تحديات تتعلق بالصراعات التي تشتعل في العديد من المناطق في العالم وفي الاقليم. دفعت بالتالي لتشرد أعداد بالملايين من الأسر العربية طلباً للأمن والحماية.

في مجتمعنا الأردني لا تزال البرامج الاجتماعية تعاني من ثغرات، سواء في آليات التنفيذ أم في غياب التنسيق الموحد لمعالجة الفقر وتضارب مرجعيات تقديم الخدمات الاجتماعية من الجهات الرسمية او منظمات مجتمع مدني، لم نسمع عن أحزاب مثلاً تتبنى برامج اجتماعية لمواجهة الفقر والبطالة مثلاً، ولكن السؤال يبقى في قدرة الاحزاب اصلاً عن تنفيذ برامج اجتماعية اذا كانت اصلاً غير قادرة على اقناع المجتمع ببرامجها السياسية؟!!

في ازمة الوباء الأخيرة، ظهرت شرائح جديدة اضيفت الى شرائح الفقر الموجودة، كيف سيتم التعامل معها، وكيف ستنعكس على اوضاع الأسرة الأردنية الاقتصادية. لقد اظهرت الأسرة الأردنية خلال هذه الفترة قدراً عالياً من تحمل المسؤولية وقدراً من التكيف مع وضعية العوز التي طالت عشرات الالاف من الأسر الأردنية، لكن مع ذلك يجب أن يتم تشكيل مرجعية وطنية واحدة تتوفر على بيانات دقيقة للاسر الأردنية وتتوفر على مركز بحوث وقوننة المسؤولية الاجتماعية في الشركات ومؤسسات القطاع الخاص لمواجهة الظروف الصعبة التي تعاني منها شرائح متعاظمة من مجتمعنا الأردني.

أتمنى في اليوم العالمي للاسرة أن يصار الى تمكين الأسرة الأردنية اقتصادياً ليس كمجرد شعار وقروض صغيرة لا تلبي حاجاتها في توفير فرص اقتصادية لها، ولكن ضمن اطار وطني شمولي، يبدأ من تأهيل الأسرة ودعمها وتسويق منتجاتها وحمايتها.

رئيس جمعية حماية الاسرة والطفولة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/15 الساعة 18:32