انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الرواشدة تكتب: التحفيز أساس القبول.. والعزيمة مصدر التحدي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/02 الساعة 20:25
حجم الخط

بقلم هبة الرواشدة

عادة ما نقوم بالزج بالعنقاء في خطابات التحفيز وشحن الدوافع كناية عن قدراتنا الكامنة في النهوض مهما كلفنا السقوط، فلولا نهوض الأطفال بعد كل سقطة أثناء تعلمهم المشي لكانت البشرية تحبي الآن، غير أننا نفقد تلك المهارة شيئا فشيئا وكأننا نتلذذ بالشفقة على أنفسنا وما يترتب عليه من مطالبة الآخرين بمشاركتنا جوقة اللطم تلك.

‎إنه لمن المجحف تأطير السقوط خارج سياق التعلم ، فلولا الندبات على الركب لما تعلمنا المشي تماما كما نفقد فرصة عظيمة لاختبار قوانا، الذي لا يمكن تقييمها بتجنب السقوط أو الفشل، وهانحن اليوم أمام اختبار حقيقي يلدغ العالم في كافة المستويات الفردية والشعبوية، وفي كافة الاتجاهات النفسية والاجتماعية والاقتصادية وسيكون الناجي من الغرق، ذلك الذي لا يبقى مغموراً تحت الماء كما يقول باولو كويلو، وهنا تكمن أهمية ظهور أبحاث وطنية متمكنة، تقرأ التاريخ بالضرورة ولها القدرة على التنبؤ بالمستقبل الذي يسير نحوه العالم بناء على أسس جوهرها العلم والمنطق.

‎ليس من المقبول أن تغفل هذه الأبحاث لضيق الوقت والمصادر عن شمل تبعات هذا الجحاء على الفرد والمجتمع، الذي من المؤكد أنه لن يعود إلى سابق عهده دون خدوش هنا وهناك مهما تفاؤلنا، فنحن نمتحن اليوم النسيج المجتمعي بضربات قاسية في صدر أصالتنا وحسنا الوطني، ونضع أخلاقياتنا في مواجهة العالم المنغمس في الأنانية وتهميش الآخر كمحاولة منه للتخلص من الحمل الزائد على ظهر السفينة.

‎كما يقع على عاتق هذه الأبحاث والقائمين عليها الأخذ بأيدينا لننهض، مثقلين بالأضرار الغائرة ربما، ولكن ما يسهل المهمة أننا كشعب أردني ننحت في الصخر منذ الأزل، ولم نملك يوما رفاهية الغايات سهلة المنال كما يثبت التاريخ أن هذا البلد يعول دوماً على قيمه الانسانية في ظل شح الموارد المادية، لإعادة بناء ذاته في كل مرة.

يبدو أن التحدي الأعظم أمامنا اليوم هو شمولية الأهداف للمحافظة على كيان لائق اقتصادياً واجتماعياً، من خلال بناء مفاهيم جديدة توائم الأزمات بشكلها الجديد غير المعتاد، إضافة إلى توزيع المسؤوليات التي يقع على عاتق الفرد جزء كبير منها للصمود أمام توغل الاضطرابات، والتكيف مع التغييرات، لا بل وابتكار فرص تتماشى معها، فمن المتوقع ظهور احتياجات وتوجهات اقتصادية جديدة علينا اغتنامها.


مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/02 الساعة 20:25