انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

العبادي يكتب: تحذيرات الملك من القادم الأخطر

مدار الساعة,مقالات,الملك عبد الله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/22 الساعة 19:39
حجم الخط

كتب: محمد مناور العبادي *

لأن الملك عبد الله الثاني صاحب فكر استراتيجي استباقي، فقد تمكن الاردن والاردنيون من احتواء جميع الجانحات، التي ضربت المنطقة، وآخرها جانحة الارهاب، حين اشتعلت النيران في بعض دول الجوار، لتاكل الاخضر واليابس، وتدمر الانسان والحجر والنبات، وبقي الاردن آمنا مستقرا صامدا، رغم انه لم يسلم تماما من ألسنة اللهب المتصاعدة منها.

وحين بدأ الاردن يتعافى من الاثار غير المباشرة التي لحقت به بسبب الارهاب، جاءت جانحة كورونا، التي قد ثهدد نتائجها السلبية الاقتصادية والاجتماعية، بعودة الارهاب وممارساته السوداء للمنطقة، بعد ان بدأ الاردن وسائر دول المنطقة تتعافى من اثاره التدميريه الدموية.

اذ كان من المتوقع، حسب البنك الدولي ان يشهد الاردن هذا العام، نسبة نمو قدرها 2.2 % وهي نسبة عاليه سيما وانها تعادل تماما النسبه الدولية المتوقع ان تبلغها دول مجلس التعاون الخليجي، واقل من معدل النمو العالمي المتوقع بقليل والمتوقع ان يكون 2.5 بالمائه... الا ان جانحة كورنا، اخلت بكل التوقعات الدولية، وجعلتها خلفها.

من هنا جاء التحذير الاستباقي لجلالة الملك عبد الله الثاني للمجتمع الدولي، بضرورة تحقيق تعاون دولي فعال، ليس للقضاء على كورونا فحسب، بل للنهوض تنمويا واجتماعيا،بالدول التي ضربتها جانحةكورونا للحيلولة دون حدوث جانحة اخرى، اكثرخطرا وتدميرا، خلال الاعوام القادمة، وهي جانحة الارهاب التي لا تنمو الا في مستنقعات الآفات الاقتصادية والاجتماعية.

اطلق الملك هذا التحذير عبر شبكة CBS الامريكيه،حين اكد ان الاردن "قلق كثيرا " من ان " تستغل المجموعات المتطرفة واخرون من امثالهم الوضع الحالي"،وذلك بعد ان " تخطى الاردن الصدمات الاقليمية التي نتجت عن الحروب، وتعرض لتدفق اللاجئين بشكل كبير،" " وينفذ حاليا برنامج اصلاحات صارم مع صندوق النقد الدولي"

صحيح " لم يعد الاردن قلقا من فايروس كورونا " - كما قال الملك،، بل انه قلق مماستجلبه لنا الايام في الاعوام الثلاثة القادمة"، في اشارة الى انعكاسات هذا الفايروس، على مجمل الحياة الاقتصاديه الاجتماعيه، في الدول التي ضربها،ومنها الاردن ودول المنطقة،التي يتأثر الاردن بما يجري فيها دوما.

وتساءل الملك : هل سنكون مستعدين للمواجهة التالية خلال السنوات القادمة،؟" واجاب الملك على هذا التساؤل بالقول :".هذا ليس ممكنا دون ان نساعد بعضنا البعض ".

وكعادته في كل مرة في مواجهة القادم الاخطر؛ طرج الملك خريطة طريق ستنقذ العالم ليس من كارثة كورونا، بل من اية كارثة محتملة جديدة، قد تضرب المنطقة والعالم، في السنوات القادمة، وفي مقدمتها "جانحة الارهاب".

قوام هذه الحريطة - حسب الملك - بناء منظومة تعاون دولي انساني بغض النظز عن تركيبتها السياسية والاقتصادية والديمغرافية، على ان تتبنى هذه المنظومة، برنامج عمل تنموي انساني دولي مشترك، للنهوض بالدول التي ضربتها جانحة كورونا، خاصة العربية منها، حتى لايستغل الارهابيون، تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيها بسبب هذه الجانحة، ليعودوا للمنطقة من جديد..

هذا هو الفكر الاستباقي للملك، الذي انقذ الاردن من جانحة كورونا، وكان يمكن ان ينقذ العديد من الشعوب العربية، التي تعاني من ازماتها، لو استمع العالم لتحذيرات اطلقها جلالته منذ سنوات طويلة، ولما تعقدت القضايا التي دعا لحلها سلميا من خلال التعاون الدولي، والتي اصبحت اليوم تهدد السلم العالمي، وتشكل خطرا حقيقيا على البشرية، تستنزف الارواح،والاموال، والبنية الاقتصاديه والاجتماعية، لدول المنطقة دون ان يلوح في الافق حل انساني مقبول، يعوض شعوبها عن معاناتها، نتيجة للاعتداءات الاستعماريه، التي تعرضت لها على مدى فرون، وما زالت تعاني من اثارها الضارة حتى اليوم..

واليوم في الوقت الذي يتصدى فيه الاردن والعالم لفايروس كورونا، فان الاردنيين واثقون، بانهم بدعم من اشقائهم واصدقائهم، وصلابة عزيمته…

* كاتب وباحث وصحفي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/22 الساعة 19:39