بقلم: زيد أبوزيد
إن وزارة التربية والتعليم شأنها شأن كل مؤسسات الدولة تعمل وفق منظومة تشريعية واسعة تنظم عملها ، من حيث شكل التعليم والتعلم، ومن حيث الانتظام والدوام المدرسي، وطبيعة الأختبارات وأدوات التقييم.
وما صدر بموجب قانون التربية والتعليم رقم(3) لعام 1994 وتعديلاته ، وما انبثق عنه من أنظمة وتعليمات وأسس.
من هنا وبسبب الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن والعالم تأثرا بفيروس كورونا كوفيد 19.
والتي اعتبرته منظمة الصحة العالمية جائحة عالمية كان أمر الدفاع رقم( 7) يوفّر أرضيّة ومرونة كافية لإدخال أشكال جديدة لتقييم الطلبة ،مثل الاختبارات الإلكترونيّة واعتماد التعلم عن بعد كأسلوب حديث للتعلم، واعتماده كتعلم منتظم في ظل هذه الظروف.
وهي رسالة واضحة وجلية لكل معلم وطالب ولكل ولي أمر طالب وللمجتمع كافة أن وزارة التربية والتعليم تراعي كل ظروف الازمة وأن مصلحة الطالب فوق كل اعتبار، وكذلك رسالة للمجتمع أن وزارة التربية والتعليم لديها كافة الامكانيات لاستمرارية التعليم وتقييم الطلبة رغم الجائحة الوبائية.
لقد توسع معظم التربويين في العالم في البحث بموضوع التعليم عن بعد وبخاصة التعليم الإلكتروني الذي يضمن وصول المعلومات للمتعلِّم عن طريق استخدام الوسائط الإلكترونية، مثل استخدام الوسائل الإلكترونية التي تساعد في عملية إلقاء الدروس كمنصة درسك ، أو عرض المعلومات داخل الفصول الإفتراضية كمنصة نور سبيس ، كما ومن الممكن استخدام تقنيات الحاسوب أو التلفاز التفاعُليّ لبناء فصول افتراضية.
وعمليا فإن هذا الاستخدام توسيعٌ لمفهوم عملية التعلُّم، بحيث تتجاوز حدود الصفوف التقليدية وتتجه نحو بيئةٍ غنيةٍ بمصادر مُتعددة؛ حيث تمتلك تقنيات التعليم التفاعلي عن بُعد دوراً أساسياً في إعادة صياغة دور المتعلِّم والمُعلِّم، ويظهر هذا من خلال استخدام تقنيات الحاسوب وأجهزة الهواتف الذكية في إدارة أو اختيار عملية التعليم، ومنح المُعلِّم، دورا جديدًا معززًا كموجّهٍ ومُشرفٍ في عملية التعليم.
لقد أثبتت تجربة الأسابيع الأخيرة من تعليق عمل المدارس أمكانية التواصل بين المعلمين والطلاب بنسب متفاوتة ووسائل متنوعة، وذلك بسبب تنوع وسائل الاتصال وتوفير الوقت للمُعلمين من أجل متابعة الطلّاب والقيام بمهامهم.
وزيادة فاعليّة المعلمين. وتعدد طُرق التعليم، مما يُسهِّل على الطالب اختيار الطريقة المُناسبة في تلقي الدروس، و يعمل على اختصار الوقت والجهد وزيادة الكفاءات في تحقيق الأهداف التعليمية، وحصول الطالب على التغذية الراجعة بشكل مستمر، مما يسهِّل معرفة التقدّم الذي وصل إليه، مع التأكيد على أهمية دور المعلم والأسرة في المتابعة والتفاعل.
إنً انفتاح العالم تكنولوجيا وعصر الثورة المعلوماتية وفرت للطالب والمعلم وولي أمر الطالب مصادر ثرية بالمعلومات، ويسهُل الوصول إليها خلال وقت بسيط، فكيف إن صاحبها مصادر موجهة ومنتقاة بعناية في الاردن كمنصة درسك وموقع نور سبيس وقنوات متعددة تبث فيها الدروس لكل الصفوف وعمليات تقييم متعددة ومنتقاة بعناية، واستخدام الفصول الافتراضية لتوسيع المدارك لدى المعلِّم والطالب وتخطي العقبات التي تمنع وصول المواد العلمية للطلّاب، سواء كانوا في أماكن نائية أو لا تتوافر لديهم كافة التقنيات المطلوبة.
والآن، ومع أمر الدفاع الخاص بالتعليم واعتبار التعليم عن بعد شأنه كالمنتظم على مقاعد الدراسة يستكمل الإطار التشريعي لتقديم اختبارات التعليم الإلكتروني بشكلٍ تامٍّ وشامل ولجميع المواد ، وستمتلك هذه الاختبارات معايير قياسية تناسب جميع الطلبة وتراعي القدرات والفروق الفردية عند الطلبة بحيث لا تربك الطالب بطيء التعلم، ولا تصيب الطالب المتفوق بالضجر.
إنّ زيادة فعالية التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد تتطلب تقوية المهارات وزيادتها، وتحسين التغذية الراجعة والتفاعل المتبادل بين الطالب والمعلم كي يتمكن المعلم من تحديد الحاجات الفردية لكلّ طالب، ويسعى إلى تحقيقها عن طريق استخدام التغذية الراجعة، وتشجيع الطلبة على التفكير التحليلي وهو ما توفره منصات التعلم والتقييم .
لأن العملية التعليمية في أساسها تنبع من التفاعل بين المعلم و الطالب.
وأخيرًا، ونحن في الاردن نتعرض لجائحة وبائية شأننا في ذلك شأن العالم فقد وجدت القيادة الأردنية ممثلة بجلالة الملك، و رئيس وزرائه ووزير التربية والتعليم، و قادة الفكر في هذا البلد أنه لا يمكن الاستغناء عن التعليم ، و هو رأس مال البلد و سبيل تقدمه و ازدهاره فاتجهت فورا إلى تعويض الطلبة عن تعلمهم في المدارس و الصفوف و قاعات المحاضرات باستخدام الوسائل الإلكترونية المتاحة بتعليم الطلبة عن بعد فاستخدمت مهارات المعلمين و إبداعاتهم لرفد الطلبة بالتعليم و سد حاجتهم أثناء الجلوس في البيت للظروف القاهرة التي حلت بوطننا و من هنا جاء آمر الدفاع بالنسبة للتعليم عن بعد لحث المعلمين على استحداث انجح الأساليب للوصول إلى طلبتهم، و اذا كان ذلك يتعرض لبعض الصعوبات إلا أنه لا مفر من تعويض طلبتنا عما فقدوه في المدارس ، والأمر عند ذلك يقتضي التعاون بين الجميع لإنجاح هذه التجربة.
و الأمل معقود على تنفيذ آمر الدفاع بالنسبة لهذا النوع من التعليم حتى نصل بالسفينة إلى مرساها الصحيح بنجاح آملين أن نستفيد من هذه التجربة في دمج نظام التعليم عن بعد في التعليم عن قرب في المستقبل و الله الموفق .